ان وقوع مثل هذا العمل الارهابي وفي الوقت الذي يستهدف فيه الاراذل وكلاء المراجع العظام والمراقد المقدسة فيه اشارة الى الجهات التي ترتبط بها والتي لاتُريد للعراق الخير والاستقرار ولاتمت للإسلام والدين بصلة. فمثل هكذا اعمال تجعل هؤلاء امام تساؤل واتهام, فهل من المعقول ان يكون لجهة اسلامية دينية شيعية ادوات قمع وإرهاب ؟ وهل من المعقول ان يرضى العراقيون تنامي مجاميع ارهابية اعمالها تشبه اعمال تنظيم القاعدة وتدعي الانضواء تحت مظلة المرجعية ؟ وهل من المعقول ان يتأثر مجموعة من المسلمين بمرجعية وهمية ليس لها اساس ولا يعرف لها تاريخ ولا يوجد لها مكان محدد وتختفي كما يختفي جواسيس الدول العظمى ؟
ان اصابع الاتهام في الاعمال التي حدثت مؤخراً تشير الى تورط مايسمى بأتباع الصرخي وهؤلاء غدّة سرطانية تنخر جسد الكيان الشيعي في العراق والسكوت عليها يعني اعطائها فرصة للتوغل وسط عوام الناس وبالخصوص وسط شرائح المجتمع الفقيرة وهم يمتلكون امكانيات وأموال كثير غير معلومة المصادر يشترون بها اتباعهم ويتغلغلون وسط الشباب واعلى نسبة من المؤيدين لهم في محافظة الديوانية فهي مأوى هؤلاء حيث يبلغ عددهم اكثر من تسعة ألاف نسمة اغلبهم من المنبوذين اجتماعيا والغريب ان الشخص الذي ينتمي لهم تتغير احواله بسرعة ويتحول من حضيض الفقر الى الاثراء الفاحش المثير للشك حول ارتباط هذه الجماعات .
ان على المرجعية الدينية الوضوح في الموقف تجاه هؤلاء وتحديد التكليف الشرعي لمقلديها للوقوف بوجه هذه الظاهرة الخطيرة ،كما وإن على المجتمع العراقي المتدين الحد من ظاهرة نمو وانتشار هذه المجاميع ومراقبة ابنائهم ومنعهم من الانتماء الى مثل هذه العقائد المنحرفة وعلى الحكومة العراقية الوقوف بحزم بوجه المجرمين الذين تحركهم اجندات هذه الجماعات الضآلة ومتابعة خلاياها النائمة التي تظهر في زمان ومكان محدد لزعزعة امن واستقرار الناس وكلما تأخرت الاجهزة الامنية في ملاحقة هذه المجاميع كلما اتسعت رقعة تأثيرها وعندها قد يكون القضاء عليها اصعب.
ان العملية التي استهدفت مرقد شهيد المحراب والتي راح ضحيتها شاب عراقي بريء ماهي إلا فقاعة لن تؤثر بذلك الصرح الشامخ لمرقد شهيد المحراب الخالد محمد باقر الحكيم (قدس) .