هل سيسقط الطغاة القابعون في بطون التاريخ مثلما سقط الحكام الطغاة واحدا اخذا بيد الاخر نحو الهاوية ؟
هناك بوادر كثيرة تشير الى ان ثقافة الطغيان والاستبداد ايلة للسقوط عاجلا ام اجلا ، فبعدما تحرر الانسان العربي جسدا لابد ان يتحرر عقله ، ليسال ويتأمل و يتدبر، لان الحاكم لم يصبح طاغية إلا بعدما اسهمت ثقافة الطغيان برموزها وبهياكلها المتعجرفة في صناعته وترويج بضاعته ، ولكي لا يعود الطغاة مرة اخرى يجب محاربة تلكم الثقافة وفضح رموزها واسباب ديمومتها طيلة القرون الماضية ، ومع هذا الكشف والتمحيص والتدقيق ستعرف الامة طريقها وسبيل خلاصها .
ومن اولى المحاولات المهمة التي يجب البحث فيها - كما يبدو لي في الأقل - هي كشف زيف ( الاسلام الاعرابي الجاهلي ) الذي ورثه المسلمون عن بني امية ، ذلك الذي يروج الى فكرة الغزو والقتل والتكفير والغدر والظلم والعصبية القبلية عن طريق اعادة قراءة الاحاديث النبوية وتخليصها مما وضعه محدثو بني امية على لسان الرسول الكريم (ص) على انها الاحاديث النبوية الصحيحة ، يضاف الى ذلك تخليص الدين من العادات والأعراف الجاهلية التي شاركت الاسلام مكانه في نفوس المسلمين.
وبدلا من الاقتداء برموز شريرة متجبرة شوهت قيم الاسلام وعكست صورا سلبية كثيرة عنه ، هناك العشرات من الرموز الرحيمة والعادلة والتقية الورعة التي تعد منارات هداية ليس للمسلمين فحسب بل للإنسانية كلها .
ان معاملة الصحابة والنظر اليهم على انهم سواسية وعدول ولا فرق بين المخطئ والمصيب اسهم في ارباك فهم كثير من الاشكاليات والمفارقات الواردة في كتب الحديث والتاريخ بحجة الفتنة النائمة ، ولا ادري من اين جاء كل هذا التخلف والتشرذم وذلك الاحتراب والقتل والتدمير والتكفير اذا كانت الفتنة التي يتحدثون عنها نائمة ، ( ما الذي سيحل بنا لو كانت مستيقظة ؟ ).