ولم يتوصل البرلمان وحسب تصريحات الاعضاء الى دليل ملموس على وجود فساد مالي وادراي في الأمانة، وتحدث العيساوي من منطق القوة وبدى الارتباك والتلعثم على النائب شيروان الوائلي أثناء الاستجواب وتراشق الطرفين بالاتهامات وصلت حد الشتيمة ومن ينظر وراء كواليس هذه القضية يجد ان هناك طرفين سياسيين من التحالف الوطني الشيعي وراء هذا الاستجواب تدفعهم إليه أجندة خاصة الهدف منها التنافس السياسي على السلطة، والعيساوي معروف بانتمائه الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ويقف وراء استجوابه احد اعضاء قائمة ائتلاف دولة القانون وهدفه من الاستجواب التقسيط السياسي، فإذا فرضنا جدلاً ان العيساوي سرق ألفاً من المال العام فأن اتباع المالكي في مختلف مؤسسات الدولة المنهوبة سرقوا الملايين وعلى رأسهم وزير التجارة فلاح السوداني.
الطرف الثاني المستفيد من الاستجواب هو التيار الصدري لأن اعضائه في البرلمان هم من يقف وراء فتح الملف رغم عدم توفر الأدلة، والصدريين يعلمون جيداً ان امانة بغداد ستدر عليهم المليارات وسوف يستبيحونها كما استباحوا وزارة الصحة من قبل وستستخدم كراجات الأمانة للاعتقال والتعذيب والترهيب وستلغى كلّ درجات العقود الوظيفية ليحل محلها قطاع الطرق من أتباع مقتدى الصدر.
إنّ أمين بغداد رغم عدم قناعتنا بجوانب من عمله في الامانة إلاّ انه استطاع أنّ ينفذ مشاريع حيوية في بغداد من أهمها مشاريع الماء الصافي ومجاري الصرف الصحي ومشاريع أخرى ساهمت في ظهور بغداد بالمظهر ألائق، ولا يخفى على احد ان بغداد تحتاج الى جهود وأموال كبيرة لإعادة الإعمار والبناء فيها.
سيدخل المدينة شر عظيم إذا ما استحوذ الصدريين على امانة بغداد، وسوف يترحم البرلمانيين قبل البغداديين على اليوم الذي يصوتون به على إقالة أمين بغداد الحالي صابر العيساوي.