بالأمس القريب تم إقصاء وإبعاد أحد الشخصيات الفيلية عن المفوضية
العليا لحقوق الإنسان بسبب المحاصصة الحزبية والفئوية البغيضة التي ألحقت
بمكوننا الأصيل خسائراً بليغة وفادحة ، في حين لم نجد إستنكاراً قوياً
وإدانة شديدة من قبل هذه المنظمات التي تحمل إسم وعنوان المكون الفيلي
والدفاع عنه في الوسائل الإعلامية والمطالبة بإستحقاقنا المشروع في هذه
المفوضية المهمة كونها تحمل إسم حقوق الإنسان ، علماً بأننا المكون
الوحيد الذي عانى من الإضطهاد المضاعف والإبادة الجماعية والمرارات
القاسية والجراحات الآليمة بشتى صورها وأشكالها ومازالنا نعاني منها بسبب
تعطيل قوانين حقوق الإنسان في هذا البلد .
بعد أيام مضت على إستبعاد الفيليين عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان
أقامت وزارة حقوق الإنسان إحتفالية اليوم الوطني للكرد الفيليين بتأريخ
١١/٤/٢٠١٢ وتحت شعار " ضمان حقوق الكرد الفيليين تجسيد لإرادة الشعب
العراقي " ! ؟ وياله من شعار براق وجميل يناقض الحقيقة على أرض الواقع ،
وحضرها العديد من المنظمات الفيلية إلا أننا لم نسمع منها في تلك
الإحتفالية شجباً أو إستنكاراً لإبعاد الفيليين عن المفوضية العليا لحقوق
الإنسان في الذكرى الثانية والثلاثين لجريمة تهجيرهم القسري .
نحن لسنا بحاجة إلى شرح مظلومية الفيليين في المناسبات والندوات
والمؤتمرات بل بحاجة إلى مواقف مُشرفة وقوية وجدية تعيد إلينا الإعتبار
الحقيقي ، لقد كشفت حالة السكوت عن إقصاء الفيليين حجم المظلومية التي
ترتكب بحق مكوننا الفيلي حتى من قبل بعض المنظمات الفيلية .
إن بقاء صمت المنظمات وبقائها في سبات عميق تدفعنا إلى إن نحملها
تأريخيا وأدبياً وأخلاقياً مسؤولية ضياع حقوق الفيليين .