فانا كمواطن عراقي أتمنى ان لا ننسى ( صدام ) وما فعله بالشعب واطلب من معالي رئيس الوزراء ومن وزير التربية ووزير التعليم العالي ان يدونوا تاريخ صدام الملعون في المناهج الدراسية وفي جميع المراحل وما فعله بالوطن والمواطن كي لا نترك للاجيال السابقة واللاحقة ان ينسوه ( كي لا ننسى ) -على قوله - ويبقى ظلمه مذكورا لدى جميع الاجيال ولجميع المراحل وهذه الان هي مخلفاته بحيث أصبح تمزيق المواطن من الوطن كورقة اجتثت ما لها من قرار ، والان السياسيون واصحاب القرار ( زادوا الطين بلة ) بتنازعاتهم وصراعهم ومصفحاتهم وقراراتهم الغير مدروسة ولا مخطط لها جعلوا المواطن يفقد الروح الوطنية التي تمزجه مع تراب وطنه حتى اصبح المواطن العراقي حينما يتكلم عن الوطنية والوطن في أي محفل يستهزئ به ولا يجد من يسمعه ويصغي اليه ، فالسبب الرئيسي وراء هذا الانزلاق هو مخلفات اللانظام السابق مرورا بالواقع الحالي وما يحصل من مهاترات وصراعات سياسية وانفجارات عقلية لدى السياسيين ، بحيث اصبح المواطن كالمشاهد لفلم ( اكشن ) وهو لا يدري ما خلف الكواليس فلو نظر لبرهة لقام وخرج من المسرح متخفيا ومطرقا عينيه الى الارض استحياء من الناس لما كان يفعل به .
فبعد هذا وذاك من ياترى اولا الوطن ام المواطن ؟؟؟
من الذي يصنع الآخر الوطن الصالح يصنع المواطن الصالح؟ أم المواطن الصالح يصنع الوطن الصالح ؟
فلو قلنا (الوطن) فمن أين يكتسب الوطن صلاحه.. أليس الوطن بمواطنيه ؟ أليس الوطن الصالح هو هذا المجموع الكلي لصلاح أفراده مجتمعين مع بعضهم لا متفرقين ؟
ولو قلنا: (الوطن).. فمن أين يأتيه الصلاح؟ أليس من مواطنيه: أما، ومعلما، وإعلاما، وحكومة، وسياسي ، ومراكز توعية أخرى؟ فهل سنصل بالتالي الى مشكلة عويصة جدا وهي هل ان الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ؟
لا.. ليست كذلك ولن يصل بنا الحال الى ( حزورة البيضة والدجاجة ) ، فنحن نقول ب ( تبادلية الصلاح ) أو جدلية الصلاح ، فكل يكسب الأخر صلاحه ، ويكسب منه صلاحه فمن اولا يبدأ بصلاحه يصبح هو في المركز الاول ؟
فالأوطان... شخصيات معنوية غير ملموسة كروح الانسان ، وجسده صحيح أن هناك حكومة وإدارة وقانون ، لكن هذه الدوائر المسؤولة هي بالقائمين عليها مديريها وموظفيها ومواطينها يكونوا صالحون كي يصلح بهم الوطن ، فبقدر ما تكون الأوطان حاملة لقيم الصلاح والمبادئ الفذة ، معتزة بها ومدافعة عنها، في مناهجها أو في برامجها، فإن المواطن بالتالي هو ابنه البار يتعلم ويأخذ منه ذلك ، وينمو ويترعرع فيه ، وبقدر ما يكون أبناء الوطن صالحين يكون الوطن صالحا ويعطيك بقدر ما تعطيه ،واود ان اركز هنا على ( الصلاح الديني ) تحديدا لأنه - في اعتقادنا الأوفر حظا في امكانية بناء المواطن الصالح - ، فبالصلاح الديني تكون فرص تحول الوطن إلى وطن صالح، أكثر ، وأوسع وأغنى .
هنا ولربما او على وجه الفرض يباغتنا سؤال واقعي كي اكون في الموضوع اكثر واقعية :
فلماذا ترانا - نحن المسلمون - أتباع أعظم دين واعظم نبي (ص) نفتقر إلى العديد من صفات وخصائص المواطنة الصالحة ، وقد افترضنا أن الشخصية الاسلامية هي النموذج الحي للمواطنة الصالحة باعتبار ما جاء به الرسول الاكرم من دستور يسير حياتنا حتى الممات ؟!
هذا راجع إلى أننا - في كثير من الأحيان - نتلقى الدين ونتعاطى معه على أنه نظريات وشعارات ومواعظ مجردة وشهوة ظهور لربما ، لم يتحول - الا ما ندر - إلى طاقات وفعاليات وممارسات وصيغ عمل متحركة، وحتى نحقق ذلك نحتاج إلى عاملين مساعدين :
١.أن نستنبط قيمة المواطنة الصالحة من مقومات الشخصية الإسلامية السوية ( فكرا وعاطفةً وسلوكا ) ونجسده على ارض الواقع بواقعيته لا بالخيال والكلام .
٢.أن نحرز هذه القيمة من مكبلاتها، ونتعاط معها كقيمة ومعيار. أما من يقوم بذلك، فالمسؤولية تضامنية، ومبدأ (التعزيز) أي بتعزيز الطاقات المتواصل ، والطرق المستمرة، والمثابرة والتكريس، مبدأ صالح في التربية والإعلام والتغيير النفسي والاجتماعي ( فالصلاح يلد الصلاح ) فالام الصالحة والاب الصالح والاسرة الصالحة والمدرسة الصالحة والصحبة الصالحة والبيئة الصالحة كلها مجتمعة تمثل حلقات يأخذ بعضها برقاب بعض كي تنتج لنا مواطن صالحا وبالتالي وطن صالح ... ولله الحمد .