آخر الاحصاءات اكدت ان شباب العراق يشكلون نسبة ٦٧ % من مجموع الشعب العراقي الكبير ، وهذه النسبة مدعاة فخر وبشارة خير وتفاؤل بمستقبل زاهر لعراقنا الحبيب .كان نصيب هذه الشريحة المغبونة- طيلة سني البعث الاربعين السود -الزج في ماكنة الحروب العبثية وطاحونة الموت التي اكلت مئات الالوف وعوقت الملايين واجبرت مثلهم على الفرار والضياع والتشرد والحرمان وترك الدراسة ، وكانت حصة الناجين من محارق صدام الانخراط في خدمة الاحتياط او الجيش الشعبي او جيش القدس والمحظوظ من خرج باعاقة وحصل على موطئ قدم في سوق او حافة رصيف لبيع السجائر !.
استبشرت هذه الشريحة خيرا بالعهد الجديد ،وعقدت على قادته الآمال كونهم ولدوا من رحم تلك المعاناة وذاقوا وبال نفس المعاناة ،رسموا لانفسهم صورة رائعة لمستقبل قادم .. انهم ليسوا بأقل شأنا من شباب الخليج، فخيرات بلادهم اوفر وكفاءاتهم افضل وقادتهم احرص. لكنهم اصيبوا بخيبة امل وانكفؤا محبطين بعد ما تعاقبت سني الفتح الجديد وهم على ماكانوا عليه من ضياع ولسان حالهم يقول : كأننا يابدر لارحنا ولاجينا ..( اجيتك يعبد المعين تعيني ..لقيتك يعبد المعين تتعان)على حد قول اخوتنا المصريين !.
ان شريحة الشباب بحاجة لكل شيئ وينقصها كل شيئ : توفير فرص عمل ..تسهيل متطلبات الزواج ..الاكثار من المنتديات الثقافية ودعم المتوفر منها.. تطوير النشاطات الرياضية واقامة المزيد من الملاعب والساحات والمسابح والقاعات .. صرف مخصصات مالية ثابتة للطلاب وللخريجين ..فتح دورات تعليم منتظمة لكافة الحرف والمهن تشمل جميع المستويات الدراسية وكل الفئات العمرية من الذكور والاناث .
الشباب اولى بالاحتضان والرعاية ، اوطانهم اولى بهم ان لم يكونوا ضمانة المستقبل فهم اقرب للانحراف والانجراف والسقوط في حبائل الشيطان وشباك اعداء العراق.