ويشعر الإنسان وهو يشاهد المعرض الدولي للزهور أن الروح أخذت تدب في شرايين هذا الوطن الذي عاني اشد الويلات على يد نظام المقبور صدام ومن بعده الجماعات الإرهابية التكفيرية والبعثية ومن عدم إخلاص ونزاهة معظم من تصدوا لإدارة شؤونه بعد التغيير.
شيء جميل ويدعو إلى الفخر والاعتزاز والثقة بالنفس عندما نشهد معرضا دوليا للأسلحة تحتضنه العاصمة بغداد، لان ذلك يعكس تطورا في الأداء الأمني والعسكري ورغبة جادة في معالجة الأخطاء وتلافي الهفوات، والاستفادة من كل ما هو جديد.
وشيء غريب جدا ومرفوض ويبعث على أقصى مشاعر الإحباط والاستياء عندما يعجز العراق الزاخر بموارده المالية الضخمة وعقوله الفذة وإمكانياته الواسعة وعمقه الحضاري وثقله الثقافي عن تنظيم معرض دولي للكتاب.. البلد الذي علم البشرية أبجدية القراءة والكتابة، والحجة البائسة هي عدم وجود التخصيصات المالية لإقامة مثل هكذا معرض.
عجيبٌ أمر الحكومة التي تتربع على ميزانية مالية سنوية تتجاوز المائة وعشرة مليارات دولار ، وهي تعادل ميزانيات خمس او ست دول في المنطقة، لا تستطيع تنظيم معرض دولي للكتاب، بينما تنجح مؤسسة إعلاميّة معينة وبالتعاون مع وزارة الثقافة في إقليم كردستان بتنظيم معرض دولي سنوي للكتاب يتسم بمقدار كبير من النجاح، من حيث حسن التنظيم وعدد الزوار ونسبة الإقبال على شراء الكتب والمطبوعات المختلفة، وحضور الفعاليات المختلفة التي تقام على هامش المعرض.
لماذا توفرت التخصيصات المالية لإقامة معرضي الزهور والأسلحة، ولم تتوفر لإقامة معرض الكتاب؟،
سؤالٌ لابُدَّ أنّ يجيب عنه أصحاب الشأن ومن بأيديهم زمام القرار!.