أي إيثاكا...ماذا فعلت بحصانك الخشبي...؟
أوديسيوس الجبوري الذي خرج من طروادة...مطروداًً كأي حرامي بغدادي يفد من خارج منطقة التغطية ...تجربة صريحة لديمقراطية السياسيين الجدد الذين خرجوا من الحمّام الصدامي وهم يحملون ليفته وصابونته الحويجية وهو يقول: هنا كانت تسكن الأحلام!...كان مشعان الجبوري من الأوائل في نظام الزيتوني الذي مسح الأكتاف وهز الأرداف...كان أمة بكاملها(ولكن من الجهة المخالفة!).
عبد مطلك الجبوري...نائب رئيس الوزراء في حكومة الجعفري...كان أحد ضحايا مشعان الجبوري في الطور العظمي،وكان سبب صعوده المفاجيء أيضاً....
في يوم...في شهر...في سنة.... تكلّم عبد مطلك بشيء مبطن ضد حكومة المدان صدام أبو الإعدام ...حينها لم يستطع مشعان صبراً مع السر ...فما كان منه إلا إيصال المعلومة لشبل القائد الذي أوصلها لأبيه صدام...هكذا وجد عبد مطلك الجبوري نفسه في الشارع المحاذي لفرقته التي كان فيها هو الآمر الناهي..محروماً من برتقال ديالى وأرسله الويلاد ليأكل الحصرم في أبو غريب....
كان لابد لمشعان وهو يمر بالطور العظمي...أن يتحول إلى الطور الشحمي...وكان له ماأراد....سلّطه شبل القائد الكسيح على شورجة الكفاح من أجل إدامة عجلة إقتصاد البلد النيكوتيني،شارع الكفاح حتى الان يتذكر خطى الاستاذ مشعان وبدلته الزيتوني وهو يمخر عباب النيكوتين الى حيث...يخمط تجار السجائر اموالهم باسم الاستاذ الفائض عدي...في احد الايام دخل الى شارع الكفاح وصادف ان احد التجار خسر بضاعته بالكامل بسبب رجل مشعان الخضرة!،قام بتدريب مشعان على الملاكمة لانه فن نبيل!!،وبعد ان خرط الكفاح في سوق مشعان،قام هذا التاجر وشدَّ مشعان على عمود كهربائي،هو لايتصور ان مشعان يشبه السيد المسيح،لهذا لم يهيّىء له صليبا في شارع الكفاح بل انتفع بعمود الكهرباء العاطل عن الضوء،المشهد ينجلي عن بدلة زيتونية موثوقة على العمود الكهربائي،والبدلة تستغيث،ولااحد ينجد صاحب الاستغاثة...هكذا بقي مشعان من الصباح وحتى العصر الى ان فكت وثاقه قوات الحرس الجمهوري التي احتلت المنطقة باكملها من اجل انقاذه بينما هرب التاجر الذي اوثقه الى جهة مجهولة.
-يتبع-