ليس غريباً أن يفقد سلطان الحكم بالأمس أو كما يسمى بالعرف السياسي اليوم كرسي الحكم والمناصب الكثير من السلوكيات والمبادئ التي سبقت الولاية أو الرئاسة أو الفخامة أو ماشئت من العناوين والتوصيفات المتعارفة لشاغلي الكراسي أو التي ستبتدعها المسميات السياسية لاحقاً والتاريخ العربي الإسلامي بالخصوص حمل لنا الكثير من الأمثلة التي تصلح على مناسبة حديثنا اليوم وقصة السلطان الأموي (مروان بن الحكم) عندما جلس على كرسي السلطنة وخاطب القرآن الكريم بمقولته المشهورة ( هذا فراق بين وبينك )!وحال الأمس لم يختلف عن حال اليوم على الرغم من أن من يقود البلد وعلى مدى تسع سنوات هو حزب الدعوة الذي تنصل عن جميع قيم ومبادئ ذلك الحزب ولم ينتبه قادته إلى توصيات مؤسس الحزب الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ومنهجه في النظرة إلى جميع العراقيين حيث يقول ( أني نذرت لك نفسي أيها الكردي والعربي السني الشيعي والمسيحي والطوائف الأخرى من أبناء الشعب العراقي ) ترى بماذا يجيب أفراد الدعوة السيد الصدر أذا واجهوه عند العلي القدير وهم يرفعون شعار الطائفية الدعوية في مفاصل الدولة العراقية حتى مع نوعهم؟ فمجرد انتمائك لحزب الدعوة يجعلك تصول وتجول وتسرق وتعتدي دون أن يستطيع احد أو جهة رقابية إيقاف تجاوزاته ! ظناً من هؤلاء بدوام الحال !أن التفاف الوصوليون والنفعيين حول رئيس الوزراء واستعانته بهم عرض البلاد إلى التخلف في جميع الميادين وعدم تحقيق أي تحسن بوضع المواطن العراقي لاعتقاد هؤلاء السراق بان المنصب هو غنيمة يجهد فيها المسئول نفسه في الحصول على اكبر الامتيازات وليذهب المواطن إلى الجحيم ! وعلى ضوء تلك المعطيات التي يعيشها المواطن العراقي ويئسه من تغير الحال تنازل عن كثير من طموحاته ورضي باليسير وكما يقول المثل العراقي الدارج ( نريد برودة الكاع وعمر ) والتي لم يحصل العراقي على احدهما لا عمره الذي مزقته المفخخات والعمليات الإرهابية ولا الكهرباء التي أصبحت مقياس لمدى كذب الحكومة ! الغريب الذي يجعلك تلجأ للكتابة والكلام هو صفاقة الحاشية الحكومية التي تتهم رئيس إقليم كردستان بالدكتاتور ، وليس دفاعاً عن البرزاني لأنني ليس من حزبه ولا من طائفته ولكن اشترك معه بإنسانيته زرت شمال العراق ورأيت نتائج دكتاتوريته التي لا تستطيع غرابيل كذب الدعوة لو اجتمعت جميعاً أن تحجبه فالشمال هو قبلة العراقيين التي يجب أن نفتخر ونحتذي بها ،وما يزيد الطين بله تصريحات جهابذة المالكي ومنهم لا الحصر جهبذ الأعلام ياسين مجيد وآخرها انتقاده للبرزاني انه كان يلتقي مع الدكتاتور صدام ! نعم وما الغريب في ذلك فتلك هي السياسة ومصالح السياسة أذا كانت في مصلحة الشعب والسياسي الناجح يجب أن يبحث عن مصلحة شعبه ولا يفكر بطريقة شخصية عشائرية فالشعب العراقي دفع ضريبة أدارة الدولة العشائرية التي نشهد ملامحها تحت ظل دولة القانون اليوم ، التي تدير الدولة بطريقة دكتاتورية دون أن تقدم خدمة برزانية والشعب يريد دكتاتور مثل البرزاني يخدم ابناي شعبه وجلدته حتى لا يلعن جدته!!