لم تعد أهداف ومرامي هذه الضجة المفتعلة وهذا الالحاح في قضية أمين بغداد بخافية على احد، ونسيان الاخوة في دولة القانون والتيار الصدري الكوارث المحدقة في البلاد والازمات والمشاكل التي ينوء تحتها المواطن بحيث لم يبقَ لديهم ألاّ معضلة التصويت على اقالة أمين بغداد له ما يبرّره وان اختلفت الاهداف فالطرفان يشتركان في بغض ومعاداة تيار الحكيم ( عدو عدوي صديقي ) ، طبعاً في مثل هذه المسائل فقط وإلاّ فالصدريون اتفقوا مع البرزاني وعلاوي للاطاحة بالمالكي، الصدريون بهدف الاستحواذ على امانة بغداد يتفقون حتّى مع الشيطان للاستيلاء على مواردها وانفاقها على اتباعهم ولتذهب بغداد للجحيم، والدعوة يسعون الى تحجيم خط الحكيم بأغلى الأثمان، كان الأجدر بالأخوة الأعداء وهم يرون الاستهداف الخطر المعلن للمكون الشيعي والمدعوم عربياً وإقليميّاً وعالمياً للدرجة التي صارت الدعوة ليس إلى إزاحتهم عن الحكم فقط بل لمحوهم من الوجود. دعوات صريحة ومن على منابر المؤتمرات والندوات والحوارات وصلوات الجمعة وفي التظاهرات والتجمعات وعلى السنة ملوك ورؤساء ووزراء وقادة أحزاب وشيوخ وفقهاء وخطباء وأئمة مساجد، بحيث تنقل الفضائيات كلّ تلك الدعوات بلا خوف او وجل اوحياء. نقول كان الاجدر بالاخوة تأجيل اوتعليق خلافاتهم والنظر للامور بروية وحكمة ريثما تنجلي الغمة ويدفع الخطر ولكنّ القوم غلبت عليهم شقوتهم وضاعوا بين إملاءات أجندة فرضت عليهم، ونزعات غل وحسد تجذرت في سويداء قلوبهم، ونزعة استحواذ ورغبات تسلط تملكت عقولهم. هل قضية ـمين بغداد أهم من معضلة الكهرباء والبطاقة التموينية أم أخطر من جريمة الهاشمي وتهديدات تركيا بتجفيف دجلة والفرات، أم مؤامرات ومخططات القابعين في الاردن ....أم ..وأم ؟!!، من كان له اذنان فليسمع .. من كان له عينان فليقرأ ... ومن كان له عقل فليعي ويتدبر.