ان العلاقة العربية الكردية علاقة استراتيجية وتاريخية وهي ليست قضية فرضناها على الواقع وانما هي نتاج طبيعي لوحدة المصير ووحدة النضال والتاريخ المشترك الكبير بين العرب والكرد في هذا البلد الكريم وان أيّ اخلال بهذه العلاقة العربية الكردية انما هو اخلال بوجود العراق الواحد دولة ووطنا وامة ولا بد ان نكون حريصين في الحفاظ على هذه العلاقة العربية الكردية ، اننا نشدد على عدم تحويل الصراع السياسي الى صراع ذات ابعاد قومية او مذهبية وابقائه ضمن دائرته لأن الصراع السياسي يمكن ان يعالج ولكننا اذا ذهبنا الى صراعات قومية او مذهبية سوف تتعقد الامور كثيرا وسوف تصبح الحلول والمعالجات اصعب بكثير ، اننا ندعوا الى عدم المخاطرة بهذه العلاقة التاريخية عبر التباري بالتصريحات المتشنجة والتراشقات الاعلامية وكسر الاخر هنا وهناك فان هذه العلاقة هي ليست ملك للسياسيين وانما هي علاقة يمتلكها الشعب العراقي بعربه وكورده وهي علاقة اسسها الزعماء الكبار خلال العقود الطويلة من الزمن والعمل المشترك والجهد الكبير الذي بذله العرب والكرد وتوثقت هذه العلاقة بفعل الدماء الطاهرة التي اريقت من اجل تعزيز الحرية والعزة والكرامة لأبناء شعبنا العراقي في كل مواقعهم ولذلك نتمنى ابعاد السياسة والمواقف السياسية من هذه العلاقة العربية الكردية وكذلك سائر المكونات الاخرى لأن الحفاظ على صفو العلاقة بين مكونات وقوميات ومذاهب وديانات هو الذي سوف يحفظ العراق ويوحّده وسيجعلنا قادرين على تجاوز كل الاشكاليات القائمة ، لا يمكننا ان نتناسى المقابر الجماعية التي دفن فيها ابناء شعبنا من العرب والكرد في مقابر موحدة ولا يمكننا ان نتناسى اشلاء شهدائنا الذين تشابكت وتقيدت اياديهم من قبل سجان واحد حينما زجّوا في الزنازين و قتلوا عبر مقابر جماعية وحلبجة والانفال وغيرها لا يمكننا ان نتجاوز كل ذلك التاريخ الحافل والمليء بالمواقف المشتركة والظلامات المشتركة والتحديات المشتركة والانجازات المشتركة الكبيرة فان دماء الشباب العربي امتزجت بدماء الشباب الكوردي فوق جبال كوردستان وهم ينشدون نشيد الحرية ويقارعون اعتى ديكتاتوريات القرن الحالي حيث تمثلت بالنظام الصدامي الذي استهدفنا عربا وكوردا وتركمانا بكل توجهاتنا وبكل مواقعنا .