في هذه الذكرى نقف كي نستوعب الدرس ونأخذ العبرة ونجدد العهد
ان شهيدنا الخالد شهيد المحراب هو شهيد العقيدة والأمة والوطن ، آمن بربه فزاده هدى ، والتزم بعقيدته فكانت له منهجا ، ووثق بشعبه فحمله نبراساً وتبعه قائدا ومعلما ، ان شهيد المحراب كان لكل العراق ... ولكل الطوائف ، ولكل الأمة، ولم يختزل مشروعه بشخصه او مذهبه و إنما كان كبيرا بحجم مساحة الألم العراقي ، كان ينتمي الى الانسان بكل انسانيته و الى الوطن بكل وطنيته ، و الى الدين والعقيدة بتدينه وعقيدته .
سيدي ، اليوم نقف في حضرتك كي نجدد العهد والوفاء ... وان نقسم بدمك الطاهر قسم الرجال الشرفاء من أننا على نهجك سائرون وفي دربك ماضون ولمشروعك ساعون ، وأننا لن نساوم أو نتهاون أو ننكسر مهما اشتد علينا الطوق ،ومهما اعتصرت قلوبنا من الألم ، فلقد علّمتنا ان الحياة الكريمة والحرة والعادلة تولد من رحم الآلام ، وقد علّمتنا ان طريق الحق شائك وتعترضه الصعاب ، لقد علّمتنا سيدي ان الانسان إذا أوى الى الله أواه ، وإذا فوض أمره الى الله كفاه ،. واذا باع نفسه الى الله أشتراه ، فطوبى لك سيدي ومعلمي ، فلقد أواك الله وكفاك وأشتراك ، و رضي عنك وأرضاك.
و اننا قد اشتقنا اليك وندعوا الله أن يكون لقائنا معك قريباً ، وان ننال ما نلت ، وإنا والله نطلبها كما تطلب الأرض المطر ونرتاح لها كما ترتاح النفوس المتعبة من طول السفر .