تلقى العلم عن أبيه وعن عمّه الإمام الحسن عليهما السلام وكان يحدث عنهما وعن جده الامام عليّ عليه السلام وعن فاطمة الزهراء عليها السلام وعن أم سلمة وصفيّة.
قال ابو بكر بن أبي شيبة: أصحّ الاسانيد كلّها: الزهري عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ.
وكان مرجعاً لكثير من الفقهاء والعلماء المعاصرين له، وقد اعترف عبد الملك بن مروان باعلميته ومرجعيته العلمية قائلاً: انّك لذو فضل عظيم على أهل بيتك، وذوي عصرك، ولقد أوتيت من العلم والدين والورع، مالم يؤته أحد مثلك قبلك إلّا من مضى من سلفك.
وفيما يلي نستعرض ماقيل في علمه وفقهه وافضليته:
الزهري: مارأيت قرشياً افضل من علي بن الحسين.
ابو حازم المدني: مارأيت هاشمياً أفقه من عليّ بن الحسين.
الذهبي: كان له جلالة عجيبة، وحقّ له واللَّه ذلك، فقد كان أهلاً للامامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله.
سعيد بن المسيب: مارأيت قط أفضل من عليّ بن الحسين، وما رأيته قط إلّا مقت نفسي.
شهاب الدين النويري: وكان رحمه اللَّه ثقة ورعاً مأموناً كثير الحديث من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة.
ابن حجر الهيثمي: خلف اباه علماً وزهداً وعبادة.
الصواعق المحرقة: وكان له الدور الاكبر في رد الالحاد والزندقة والافكار الضالة، وكانت له ردود على الانحراف الفكري والعقائدي كالغلو والتجسيم والتفويض، وله ردود على شطحات بعض فرق المتصوفة والفلاسفة والمتكلمين، وله مناظرات لكشف الدس والتزييف الذي ادخل على الاسلام، وله مناظرات مع علماء عصره في مسائل العقائد والفقه والاصول.
وكانت له آراء لمعالجة الازمات التي يمر بها المسلمون كالأزمة السياسية والاجتماعية والخلقية وغيرها من الأزمات.
استقدمه عبد الملك بن مروان يستشيره في جواب ملك الروم عن بعض ما كتب فيه من أمر السكةِّ وطراز القراطيس.
عبّر عنه ابو الفضل الالوسي برئيس العارفين ثم ذكر شعره الذي جاء فيه:
انّي لاكتم من علمي جواهره
كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتننا
فرب جوهر علم لو أبوح به
لقيل لي: أنت ممّن يعبد الوثنا.
حدث عنه ابنه الامام محمّد الباقر عليه السلام وزيد، وعبد اللَّه بن الحسن، والزهري، وعمرو بن دينار، وعشرات الفقهاء والرواة.
ومن تتبع ادعيته المجموعة في كتاب الصحيفة السجادية وجدها زاخرة بالعلوم المتنوعة وفي جميع المجالات اضافة إلى تراثه العلمي في كتب الحديث والسيرة.
من اصدارات
مركز الرعاية للدراسات التربوية