لم تشهد الساحة الاسلامية ظهور قيادة علمائية امتلكت زمام المبادرة وتحدت الظروف واقتحمت المخاطر وحولت المعادلات, فغيرت مجرى التاريخ وفرضت واقع جديد ورسمت مسار مغاير للاحداث في هذا العالم, مثلما فعل اية الله العظمى الامام الخميني (قدس سره ), فهو من قاد ثورة واسس دولة ونهض بشعب ليعيش في ضمائر المسلمين كباعث حياة في امة وكقائد واب روحي خرجت من تحت عباءته كل الحركات والتيارات والثورات والمناهج الفكرية بصورة مباشرة او غير مباشرة, ليبقى بعده حديث كثير وتاريخ طويل ونهج حي ينطق بما فعل ويتحدث عن سفر خلود رغم كل التحديات وما كان يعانية ويتعرض له الاسلام والشعوب الاسلامية, فكان علامة فارقة بين ماقبل وبعد ظهوره, فلم يقتصر عمل الامام الراحل كونه مفجر الثورة الاسلامية في ايران وقائدها ومؤسس الجمهورية الاسلامية فيها بل تعداه الى كل العالم الاسلامي بل صار منارا ومثال وانموذج يقتدي به كل الاحرار في العالم, ليشكل ظاهرة ومنهج بعيد عن المقاييس والافكار والمبادئ الغربية والتي تحكم وتستعبد العالم وتسيطر على مقدراته وامكانياته.
وها نحن اليوم في ذكرى رحيله وغيابه والكل يحيى به ويتغنى بافكاره وينهل من منابعه وفيوضا ته هاهو وبعد مايزيد على العقدين من الزمن بركان متاجج وثورة متجددة هاهم من حاربوه اقزام منهزمون حيارى لايفقهون, ما ذا فعل هذا الرجل وهم يرونه يولد كل يوم ويبعث كل لحظة ويظهر في كل جيل, اما العاشقون فتراهم يهيمون, يذوبون, يترفعون يتسامون, يتواضعون, يكبرون, يثورون, يعيشون في عالم اسمه روح الله الخميني .
فسلام عليك يوم ولدت ويوم هاجرت ويوم انتصرت ويوم عرجت روحك الطاهرة الى العلا راضية مرضية والسلام عليك يوم تبعث مرة اخرى فانت حي وخلودك بما حققته من حلم وغاية الانبياء والائمة والصالحين .