وفي ظل تلك الوتيرة المتواصلة يكون المواطن العراقي هو الخاسر دائما، علما ان لاناقة له ولاجمل في صراع الساسة ومعاركهم العبثية بعناوينها الضيقة والانانية والانتهازية, يكون المواطن خاسرا لانه منسي دائما وخارج دائرة البحث والنقاش والتنافس والصراع، فلم نسمع ان كيانين سياسيين او زعيمين سياسيين اختلفا وتصارعا حول تقديم الخدمات المواطن وحل مشاكله، فصراعاتهم على طول الخط حول المناصب والامتيازات والمواقع.. المواطن العراقي خاسر وتزداد خسارته يوما بعد اخر وكلما احتدم الصراع بين الساسة، لان حياته وحياة ذويه تكون عرضة بدرجة اكبر للخطر، لان الازمة السياسية تولد ازمة امنية، والاخيرة تعني ازهاق ارواح وسفك دماء, وتزداد خسارة المواطن بفقدان وسوء الخدمات "كالكهرباء في حر الصيف اللاهب، والماء الصالح للشرب,ناهيك عن عدم توفر الماء حتى غير الصالح للشرب في مناطق ومدن كثيرة، الى البطالة وغلاء الاسعار وشبه الغياب التام لمفردات البطاقة التموينية، وازمة السكن الخانقة، ومعها الوعود الكاذبة والزائفة لمن هم في السلطة والمناصب العليا".
هؤلاء الذين لم يتركوا اسلوبا الا واتبعوه لتسقيط بعضهم البعض وللاستحواذ على المواقع والامتيازات والسلطة والنفوذ بات المواطن العراقي العادي بالنسبة اليهم نسيا منسيا، ولو كان غير ذلك لفكروا به اكثر او مثل ما يفكرون بأنفسهم واقاربهم وحواشيهم واحزابهم واتباعهم, انهم بأختصار يتاجرون بالوطن وابنائه في سوق النخاسة، ليكسبوا ويربحوا كل شيء ولايعطوا اي شيء.