بين كثافة شعر مادلين المسيحية المارونية وفقدانه في صلعة فراس الغضبان الحمداني أوقف المتنطعون نقابة الصحفيين العراقيين بين الفرضة والشُعيرة ، كيف يُمكن لنقابة لا يقودها رئيس مؤسسة ولا ابن مستشار فايخ ولا ابن عم ريّس قجقجي ولا ابن أخت مرة خال الوزير الفلاني إن تمارس حقها في إثبات وجودها في هذا العصر الذي ينضح بديمقراطية التسقيط الفردي والزوجي إن ينجح في عقد مؤتمر اكبر مؤتمر لنقابة غير حكومية وان يستقطب هذا العدد الكبير من صانعي الرأي العام في البلاد العربية ويساهم في إخراج العراق من عزلته التي وضعها فيه العراة من أبناء العمومة!!.
خرجت الصحف المؤدلجة بأفكار رؤساء مجالس إداراتها،الذين تقطر النزاهة منهم كما يتساقط الزبل من سيارات نقل القمامة ، بان نقابة الصحفيين تناست حقوق ضحايا المقابر الجماعية والسجناء السياسيين وشهداء الحروب الأسبوعية لطغاة الأمس ، بل كانت نقابة الصحفيين بابا لعودة الديكتاتورية والمحسوبية والمنسوبية في مياه المجاري الحكومية وتقليل كمية الإرهاصات المعنوية لدى كبار السن ، وان النقابة رقصت فوق جراح مناضلي الأمس وزرعت بذور اليأس في مصانع همبركر أبو يونان وقامت بالتغاضي عن كل أهداف ثورات وثيران الربيع العربي وساهمت بزيادة نسبة اليأس في المجتمع العراقي ، كل هذه التهم المسلفنة التي اقتربت من تكفير وتسقيط النقابة وأعضاء مجلسها المركزي كانت بسبب صعود مادلين مطر إلى ستيج الغناء في حديقة الزوراء!.
ابنة مطر،ذات الشعر الأشقر،تلبس البدلة البيضاء في عرسها العراقي تتمايل مثل خناجر بيد ملايين، ملايين التي أخجلت كل راقصات العالم العربي برشاقتها وهزها الذي يشبه تطاير التهم فوق صلعة النقابة وصلعة فراس الحمداني ، لكن مادلين بجسدها المكتنز بجمال لبنان كانت أشبه بمشروع قيد الانجاز في حياة يابسة مشبّعة بسواد الحزن ... الأيادي تصفق والأرجل تتحرك والعيون تترقب هذا الجبل اللحمي الذي يكاد يطفر من عظامه ... كل شيء يتناساه الجميع وهم يحيطون بالشقراء التي تذكرني شخصيا بمارلين ابنة الحاج مونرو،وحين يعود الجميع إلى بيوتهم وأصابع الكيبورد العمياء يتذكرون إن النقابة صرفت مبلغ ٥ ملايين دولار،وان هذا المبلغ بإمكانه تزويج ثلاثة أرباع الصحفيين المدمنين على الفياغرا ، وربما افتتاح صالة العاب لتنشيط ما تبقى من ذاكرتهم الجمعية،وربما يصار إلى إنشاء مجمع سكني لأعضاء النقابة ، وكان الأولى برئاسة الوزراء إن لا تصرف دولارا واحدا لهذا الاحتفال بسبب وجود مادلين وفراس الغضبان ( ليش غضبان ما ادري؟ ) ، الشيء الذي لم يتوصل إليه الجميع إن مالية مجلس الوزراء أشبه بحصوة النباعي ولا يحق لها صرف خمس هذا المبلغ من اجل إي نقابة تجلب مادلين أو فليحة العورة بعد إن تم حجب المنافع الاجتماعية عنها ، وان المبلغ قد تبرعت به إحدى شركات الاتصال للنقابة ، وان مادلين لم يسمع بها أعضاء النقابة سوى بعض الموهوبين في دخول نوادي بيروت ، هذا الذنب الكبير الذي يجب على النقابة أن تعيش في جلبابه حتى ينبت الشعر في صلعة فراس الغضبان أو يقوم بالسفر إلى بيروت ليعمل بودي جارد على باب نقابة صحفيي بيروت ! من اجل التكفير عن ذنب استقبال مادلين ابنة مطار بغداد الدولي .
wajeehabbas١٩٦٤@gmail.com