في برلماننا الموقر الرواتب عالية جدا ومعها المخصصات والامتيازات, في برلماننا الموقر الحضور قليل والغياب كثير, في برلماننا الموقر مصالح الوطن ومشاكل وهموم الناس بعيدة كل البعد عن معظم الاعضاء الذين انتخبهم الناس وقريبة من طموحات وحسابات ومشاريع وبرامج وخطط الاحزاب والكتل السياسية والاشخاص, في برلماننا الموقر ٣٢٥ نائبا!, من يحضرون في افضل الاحوال ٢٠٠ منهم او اكثر بقليل و في معظم الاحيان اقل من هذا العدد, رواتبهم لايحلم بها الانسان العادي، اي ان ما يضعونه في جيوبهم وحساباتهم المصرفية كثير جدا وما يفعلونه قليل جدا, البعض منهم او اكثرهم لم يروا ولم يصلوا الى معظم مناطق ومدن البلاد، لكنهم دائمي التردد على العواصم القريبة والبعيدة والبعض منهم لديه بيوت وشقق وفلل ومشاريع استثمارية تجارية.
في برلماننا الموقر تبقى مشاريع القوانين التي فيها فائدة وخدمة لملايين الناس تدور في حلقة مفرغة لاسابيع وشهور وسنين مثل قانون الاستثمار وقانون النفط والغاز وقانون رواتب المتقاعدين وووو .. بينما ترى مشاريع القوانين التي تتعلق بزيادة امتيازات النواب تتحول بسرعة البرق الى قوانين نافذة.. من السيارات المصفحة الى جوازات السفر الدبلوماسية الى القروض والمنح المليونية الى قطع الاراضي والبيوت والشقق الى العطل التي لاحدود لها.
برلماننا الموقر غائب ومغيب عن لعب اي دور حقيقي وفعلي ومؤثر في حل ازمات البلاد المتواصلة.. فهو يهرب ويتهرب من مواجهة الازمات الحقيقية والكبار بالذهاب والاحتماء بقضايا وامور صغرى وثانوية في سلم اهتمامات الناس وضرورات ومقتضيات مصالح البلاد...
في برلماننا الموقر يسود التنابز في معظم الاحيان على النقاشات الهادئة والحوارات الموضوعية الجادة..
في برلماننا الموقر ما يدمي القلوب ويقبض الصدور ويحطم النفوس..