قبل اكثر من سنتين, كتبت مقالا ونشرت ظلامه لاحد طلاب القوة الجوية العراقية من ابناء الجنوب, واذا قلت من ابناء الجنوب فان هذا يعني انه من ابناء المقابر والجهاد والفقر والحرمان ...هذا الابن التحق بالقوة الجوية وكان يحلم ان يكون طيارا ولديه من المقومات الجسدية والذهنية ما تؤهله لذلك وتمكن من الوصول الى اطراف مايريد بعد ان انهى مرحلة التدريب في الرستمية وحصل على رتبة ملازم ثاني في الجيش العراقي وبما ان صنفه قوة جوية فقد حزم امتعته الى حيث الامريكان في تكريت حيث القاعدة الجوية هناك وكان عليه ان يتجاوز اختبار اللغة الانكليزية وفعلا باشر في مهمته واخذ الدروس تلو الدروس وكان حتى في تمتعه باجازته ينهمك في المراجعة والتحضير من اجل الحصول على درجة التاهيل والتي هي ٧٥ بالمئة فما فوق للحصول على صنف طيار وكان من سوء حظ ابن الجنوب هذا ان يتم طلب مقابلته من قبل عريف امريكي قبل امتحان الكفاءة بيومين فقط ولما حظر هذا الطالب للمقابلة تم استجوابه لمدة ثلاث ساعات وبعدها قال له العريف الامريكي انت جيد لكنني لست مقتنعا وعليه فان امامك يوم واحد لحزم امتعتك ومغادرة القاعدة.
الطالب الطيار التجأ الى الضباط العراقيين فدخلوا في مفاوضات مع الامريكان وطلبوا منهم ان يؤدي الامتحان ثم يجري الحديث عن منعه من عدمه فوافق الامريكان على اداء الامتحان شرط ان يغادر القاعدة بعد الانتهاء من الامتحان وكان ان حصل ابن الجنوب على درجة الامتياز (٩٠%) وهي اعلى درجة يحصل عليها طالب منذ سنتين, الا ان هذه الدرجة لم تشفع له في البقاء فغادر القاعدة وبقي يدور في فلك التخبط والضياع رغم انه لم يترك بابا الا وطرقه فكتب الى القاد العام للقوات المسلحة معاناته التي اوجزها له وشرح ما يجري وكيف ان التعامل مع الضباط الشيعة يختلف عن التعامل مع الضباط من مكونات اخرى ففي الوقت الذي تستغرق مقابلة الشيعي ثلاث ساعات لا تستغرق مقابلة ابناء المكونات الاخرى خاصة تلك التي ينتمي لها قائد القوة الجوية اكثر من ربع ساعة كما ان عدد من الطلاب الذين تم طردهم من القاعدة لاسباب امنية من الذين لهم ارتباطات بالعصابات الارهابية اعيدوا اليها بعد تدخل اطراف سياسية وعسكرية الا طلاب المكون الشيعي فلم تستطع كل المناشدات التي قدمت الى لجنة الامن والدفاع النيابية والى اطراف مؤثرة اخرى كسر ارادة عريف امريكي متغطرس...اللطيف في الموضوع ان مشكلة ابن الجنوب التي جلبت النحس عليه وجعلته يغادر القاعدة الامريكية ويتم منعه من اي قاعدة امريكية حتى بعد الف عام الا ان يتم رفع المنع عنه هو لانه يعيش في منطقه شعبية وعليه فلا بد ان يكون منتميا للمليشيات ..اما الدليل فلانه شيعي.
هذا الطالب لم يصل الى حلمه وتم نقله الى صنف اخر وتعرض للمضايقات لانه كتب ظلامته بل اعتبر كاذبا ولا يصلح للقيادة لانه نشر ظلامته ولم يسكت... هذا الطالب يضحك اليوم من اكتشاف الحكومة المتأخر لان هذه المؤامرة قديمة الا ان قادتنا الامنيين والسياسيين مشغولين بما هو اهم من مستقبل العراق وحماية ابناءه.