لم تتمكن الذاكرة العراقية من نسيان تاريخ ٨/٨/١٩٨٨ الذي توقفت فيه الحرب العراقية الايرانية بعد استمرارها حربا طاحنة لمدة ثمانية سنوات عجاف عاشها الشعب العراقي بكل ويلاتها المدمرة على الانسان والبنى التحتية والاقتصاد الذي وضع العراق في قائمة الدول المتأزمة في صناعة الحروب ولا أريد ان اطيل في هذه السطور عن مخلفات تلك الحرب وما عاناه المجتمع في العراق . استوقفني خبر قناة الشرقية الذي لم يخرج عن بيانات حزب البعث في حينها والتي ترافقه اهازيج النصر والهوسات لماجدات العراق وهي ذات البيانات التي دمرت الشعب العراقي وجعلته حطبا ووقودا للنار المستعرة على حدود الوطن شرقا لننظر في ما قالته الشرقية او لنقل بيان الشرقية لأم المعارك ((يستذكر العراقيون اليوم الثامن من اب اغسطس انتهاء الحرب التي شنتها ايران على العراق في ثمانينات القرن الماضي بعد استمرارها نحو ٨ سنوات وثمانية اشهر.)) ألم تكن تلك الحرب التي قام بها العراق بالوكالة عن عرب الخليج ،، ثم الم يكن صدام هو من بدء الحرب وفقا للقرار الدولي لمجلس الامن واعتباره هو المعتدي وانا هنا لست في صدد الدفاع عن ايران ولكنها كانت حربا قذرة دمرت اهلي وناسي في العراق والشعب هو الوحيد من تحمل وزرها وليس ابناء صدام او ابناء المسؤولين معه لكن اولا د الخايبة هم من كانوا وقودا لتلك الحرب، ولا ألومك عندما تقول كذلك وانت ياسعد البزاز من كان احد ابواق النظام البعثي الاعلامية وتربعت بين احضانهم او بالأحرى احضان ابناء المقبور صدام . الفصل الثاني من البيان يقول(( وسجل مثل هذا اليوم من عام ١٩٨٨ /سجل اقرارَ ايران بهزيمة قواتها في حربها التوسعية ضد العراق وذلك من خلال اعترافها بقرار مجلس الامن ٥٩٨ لعام ١٩٨٧ الذي طالب بوقف العمليات العسكرية والبدء بمفاوضات بين الجانبين لانهاء المشاكل العالقة وذلك بعد عام كامل من المراوغة الايرانية للالتفاف على القرار .)) لماذا نقلب الحقائق في الوقت الذي كان فيه نظام صدام يترنح عسكريا ويريد ايقاف الحرب بأي وسيلة لان الامداد والدعم الخارجي له من قبل السعودية والكويت قد توقف فعليا ،وهذا التوقف ذاته الذي خلق مشكلة جديدة والتي قام بها صدام وبرعونية عالية احتلال الكويت والهجوم على السعودية فأي هزيمة تتحدثون عنها لجيش ايران وصدام ارهق ابناء العراق بتلك الحروب الدموية. لنقرأ المقطع الاخير من بيان ام المعارك لقناة الشرقية ((وقد شهدت مدن العراق في مثل هذا اليوم احتفالات واسعة استمرت اياما عدة ابتهاجا بالنصر الكبير للقوات المسلحة العراقية في دفاعها عن ارض الوطن .)) والله اضحك كثيرا على تلك العقول النخرة وهي تعمل على تزييف الحقيقة المرة لان الشعب العراقي كان فرحا بتوقف الحرب والخلاص من الموت والدمار المحتم الذي كان يعيشه الجنود العراقيون وذويهم فلم تكن الحياة العراقية للمجتمع بالطبيعية في ظل الحرب الطاحنة التي اخذت من ارواح البشر مئات الالاف من ولد الخايبة لتبقى وجهكم الترفة رقيقة لا يمسها الارق ولا ضيم الجبهات ولا الموت المرعب ، هذا التوقف في الحرب الطويلة التي مل منها حتى من رفدها بالمال من آل سعود وآل جابر كان فرحة لكل عراقي بسيط وفقير بل لكل الذين كانوا حطبا ووقودا لها بتخطيط شيطاني جهنمي لانهم كانوا في الاغلب من ابناء الوسط والجنوب. لتبقى بياناتكم المشبوهة تلك لكم ولامعاتكم من الحثالة البعثية التي تطبلون لها من اجل العودة الى الحكم من جديد.