لم تترك الاحداث التي تمر في العراق منذ عقود عقلية المواطن العراقية وتشغله في اغلب اوقاته بسماع الاخبار التي اصبحت في كل يوم مشابهة لليوم السابق وكأنها نشرة الانواء الجوية فلا تختلف في المفردات التي تدور حول التفجيرات والقتل الجماعي والفردي وملفات الفساد التي تتزايد يوم بعد يوم وتبادل الاتهامات وكشف الاوراق بين الاطراف السياسية والحرائق المستمرة وزيادة التشنج كلما اقتربت الحلول من ايجاد العقدة الاساس , فملفات وفضائح الفساد والسرقات لم تكون بيد عصابات او قطاع طرق او ما فيات او اشخاص دفعتهم الحاجة والجوع لنهب خيرات الأخرين انما اصبحت بشكل معيب يطال كبار المسؤولين والمتنفعين اللذين فتحت لهم خزائن العراق دون حساب او عقاب وتحولت تلك الملفات من قضايا فساد يريد منها المفسد الانتفاع بكم من المال الى درجة وصلت بهم للخيانة وبيع الضمير والتعدي على الاخلاق والقيم والانسانية فمن يشتري الحليب او الشاي منتهية الصلاحية او يشتري اجهزة فحص المتفجرات الفاسده او الطائرات العاطلة كلهم يريد ان يقتل يقتل الفرد العراقي بوسيلة او بأخرى ويشترك من اولئك اللذين يجعلوا في العراق عشرات الضحايا من الابرياء ليخلفوا مئات ألألاف من الارامل والايتام فهم ايضاً ليسوا قطاع طرق او مصاصي دماء او وحوش جائعة إنما لا نقول نحن بل هم يعترفون ان التفجيرات والقتل نتيجة الخلافات السياسية او ان الدوافع من وراء التفجيرات سياسية وهذا ما يدل على الاشتراك من قبل رجال ما يدعون السياسة بصورة مباشرة او غير مباشرة , فقائمة الاخبار اصبحت طويلة بالنسبة للمواطن العراقي ومتشابهه ومتكررة فنفس الايادي التي تخطط وتدير عمليات الفساد والقتل والحرائق التي تكاد تحول المدن الى خرائب لنهب البنية التحتية لها واستنزاف لجيل واعداد كبيرة من ابناء الشعب وبالطبع ان الضحايا لم يكونوا من المتنافسين على المناصب ولا اصحاب رؤس الاموال او ابناء الوزراء والمسؤولين فهؤولاء يديرون عملهم الرأسمالي والسياسي من خارج البلاد ومن خلال الحفلات الماجنة والولائم لإمتلاكهم اكثر من جنسية وكأن استخدامهم لها هي غطاء للهروب عند الملاحقة فالضحايا كل يوم هم من عمال المساطر واطفال المدارس والمارة والمتسوقين والكادحين و اولئك الباحثين عن لقمة عيش بين ويلات الحياة وسخط الانفجارات عن لقمة عيشهم التي نهبها وحوش كواسر لا تشبع فألقوهم في الشوارع كي تنتظرهم وحوش لا يختلفون عنهم قسوة وهم وحوش الارهاب اللذين يشتركون مع وحوش الفساد في نفس الهدف وهو تدمير واحراق العراق سواء كان من خلال افعال او تجنيد افرادهم لتغطية الملفات , نشرة اخبار العراق اصبحت من اطول النشرات في العالم واختصارها يطول لساعات ولا يوجد في بلد اخر اكثر سخونة في والاحداث ولا اكثر فساد وضحايا كل يوم ولا اكثر منه مسؤولين كبار يشتركون في وضح النهار في ملفات الفساد فلا يطالهم القانون بل ان الكبار هم من يحمي الادني لتتصل حلقات الفساد الى سلسلة غير منتهية فتطال الكبير والصغير واصبح اصحاب المناصب يتمادون ويفتخرون بما يحصلون وكأن الفساد اصبح من شيم المسؤول وان الحريص نشاز ومحارب من الجميع ..