انهم فتية مهاجرة اجتمعت كلمتها وعزيمتها للوفاء لشهيدها الصدر الشهيد الذي قدح بفتواه الشهيرة " على كل مسلم داخل العراق وعلى كل عراقي خارجه ان يبذل وسعه لانقاذ العراق من هذا الكابوس الجاثم على صدره" فأشتاطت غيرتهم وتناخت عزيمتهم لتشكيل نواة جهادية لاسقاط التكليف عنها وابراء ذمتها امام ربها وضميرها وشعبها. اجتمعوا على كلمة الجهاد والمواجهة ولكنهم تيقنوا ان ضريبة هذا الموقف سيكون باهضاً لاعتقادهم ان نظام صدام المقبور لا يطيق الوقوف على الحياد ولا يتحمل او يحتمل من يواجهه بكلمة او بقلمه حتى في قلبه فكيف يكون مصير من يواجهه ببندقيته وكيف يكون مصير اهله وعائلته المتواحدين في الداحل العراقي. ولذا اول خطوة اتخذها البدريون هي اخفاء اسماءهم الصريحة لكي لا تمتد اليهم عيون النظام فتغتال الاهالي الابرياء المحزونين على فقده فلذات اكبادهم.
وكان البدريون يتحركون باسماءهم المستعارة في الجبهات وساحات المواجهة العنيدة وفي الاهوار وبغداد وبقية المحافظات ثم لا يغادروا اسماءهم المستعارة حتى لو رحلوا الى بارئهم شهداء فتبقى الاسماء كما هي خشية ان تعلم السلطات الصدامية باسماء الشهداء الحقيقية فيدفع اهاليهم الثمن الكبير. ولقد يفاجىء ذوو الشهداء المدفونين في ارض المنفى عندما يزرون مقابر ابنائهم في مزارات الشهداء في مدينة مشهد او قم فيقرأون على قبورهم اسماءً هي غير اسماء الشهداء الحقيقية فيقرأون ( ابو محمد الصادقي وابو مريم اللامي وابو احمد النوري وابو رقية الساعدي وابو .... وتطول القائمة ) ثم يزداد بكاؤهم وحزنهم اكثر عندما يدركون ان ابناءهم الشهداء اخفوا اسماءهم الحقيقية والصريحة حرصاً على سلامة اهلهم الواقفين على قبورهم والحريصين وهم شهداء على اهلهم من الوقوع في قبضة النظام السابق ومؤسساته الاجرامية..
وعاش البدريون طيلة المواجهة العنيدة مع النظام البوليسي الصدامي تحت اسماء مستعارة لا يحبون الاضواء ولا يرغبون بالظهور قهراً وحرصاً على سلامة ذويهم.
وشاءت الاقدار ان يكون جهادهم المقدس ضد الزمرة الصدامية مخلصاً بعيداً عن الاسماء اللامعة وقبض ثمن جهادهم لاعتقادهم ان الجهاد ليس سلعة يباع ويشترى ومن يتاجر بجهاده مع الله فلا ينفعه المتاجرة مع الاحرين بجهاد لا يقدر بثمن.
ولم يكتف البدريون بالعمل الخالص لله تعالى وهم يواجهون نظاماًَ بوليسياً قمعياً لا يتردد في ارتكاب اية جريمة وكارثة وقد استطاع الكثير من المعارضين من طي صفحة الجهاد ومخاطره ليركنوا الى شواطىء اوربا الدافئة حفظاً للاعناق وزيادة في الارزاق لكنهم اصروا على مواصلة الجهاد مهما بلغت التضجبات والصعوبات. هؤلاء الفتية اريد لهم ان يبقوا مغمورين ومجهولين في الارض ومعروفون في السماء. دفعوا ثمن المواجهة العنيدة مع النظام وظلوا يدفعون ثمن الاعلام السابق والتشويه المنظم الذي مارسته السلطة السابقة وادواتها الاعلامية والامنية ليستمر دفع الثمن حتى بعد سقوط النظام للتوالي عليهم الاتهامات الظالمة والرخيصة استمراراً للهجمة السابقة من بقايا النظام.
ولا يهمنا طبيعة الهجمة الحاقدة التي كان يكرسها اعلام النظام السابق ورجال مخابراته ضد البدريين بسبب جهادهم واصرارهم على مواصلة الجهاد لكسر غرور وغطرسة النظام الذي لا يطيق ولا يتحمل من يعارضه بالكلمة فضلاً عن السلاح. ولان البدريين لم يضعوا في بالهم اثناء المواجهة أي هدف دنيوي او سلطوي لانهم كانوا يجاهدون من اجل تكليفهم وابراء ذمتهم وارضاء ضميرهم ولذلك ليس بالضرورة ان تكون السلطة من اهدافهم.
لو تعرضوا للتهميش والاقصاء من امتدادات النظام السابق واساليبه الهمجية ومن يتنفس برئة النظام السابق فان ذلك لا يضيرهم ابداً مازال الرضوان الالهي هو الهدف الاسمى في زمن والادعاءات والاتهامات والاراجيف.
ومن الطريف الاشارة العابرة والاخيرة لتأكيد ثقافة الاسماء المستعارة التي مارسها البدريون فاني اكتب باسمي المستعار ( ابو ميثم الثوري) استمراراً في زمن الاستعارة والمزايدات.
ابو ميثم الثوري