يبدو ان العراق اكثر بلدان المنطقة اذا لم نقل اكثر بلدان العالم في موضوع الايفادات الحكومية ،وقد اصبحت هذه الفعالية الحكومية مبدأ للاثراء والارتزاق,فمن خلال عملنا الصحفي وتواجدنا في مؤسسات الدولة الحكومية من وزارات ودوائر رسمية و شبه رسمية الغير مرتبطة بوزارة دهشتنا كثيراً كثرة الايفادات المختلفة ،وطبعاً هذه الايفادات التي ترسل الموظفين الحكوميين من اعلى مستوى الى ادنى مستوى الى خارج البلاد بالتاكيد ان هذه الايفادات تكلف الدولة امولا باهظة سنوياً ،ولها نصيب كبير من الاموال المخصصة للوزارات والدوائر ضمن الميزانية العامة ،كما ان هذه الايفادات اصبحت مشكلة لدى الحريصين على اموال الدولة وقد تناولها العديد من الزملاء كتاب التحقيقات وكتاب الاعمدة وبينوا مساوءها وضررها على المال العام وصنفوها ضمن حلقة الفساد المالي والاداري الذي ينخر جسد الدولة العراقية ،و اهم ما يؤرقني هو هدر المال العام وللتعريج على ظاهرة الايفادات التي تقوم بها الوزارات والدوائر بحجة الاطلاع على تجارب دول العالم في مختلف المناحي الاقتصادية والادارية والتكنولوجية من اجل نقلها الى العراق الا ان الحقيقة ان هذه الايفادات اصبحت (نزهة) و(سياحة) للمسؤولين وللموظفين المقربين , حيث انها لاتراعي اصحاب العلاقة ممن لهم الااحقية بالايفادات كونهم بالفعل سيترجمون الايفاد الى واقع وذلك بتطوبر انفسهم ودوائرهم وبذلك تتحقق الغاية منه ، لكن الذي يحصل هو العكس حيث حصرت الايفادادت بالمسؤول ومقربيه واغرب ما سمعته هو ان احدى الدوائر ارسلت (سائق)ومجموعة ليس لهم اي علاقة بموضوع الايفاد لامن قريب ولامن بعيد حيث تم ترشيحهم من قبل (السيد)المسؤول لورشة عمل لااحدى الدولة المتقدمة من اجل نقل تجربتها في احد مجالات التقنية والتطوير في مجال ما لتطوير عمل تلك الوزارة ، وقد حرم هذا المسؤول المستحقين فعلاً ,فهذه السابقة هي من الاف السوابق التي جرت وتجري في وزارات ودوائر الدولة.. ولاادهى من ذلك يخرج علينا السادة المسؤولين دائما من خلال تصريحات صحفية يتحدثون وبالفم الملأن بانهم ارسلو عدة موظفين الى الخارج من اجل الارتقاء بمستوى عملهم ونقل خبرات تلك الدول الى العراق ،فبلله عليكم مالذي تطور بالعراق خلال العشر سنوات الماضية.. واي تجربة واي خبرة يتحدثون عنها نقلت البلد الى التقدم والتطور خلال هذه الفترة.. كلا لايوجد اي شىء سوى تراجع كبير في الاداء وتوسع في الفساد واستنزاف للميزانية وهدرالمليارات من الدولارات دون فائدة تذكر ،فعلى الحكومة مراجعة نفسها اولاً في هذا الموضوع من خلال المتابعة والراقابة ومعاقبة المسؤلين بعقوبات شديدة دون محاباة لااحد لان الايفادات اصبحت وباء ينخر المال العام وهدر واهمال للطاقات العلمية والادارية .
معن محمد حسن
mhmaan@yahoo.com