إن النظام الديمقراطي وفي ضل غياب الإمام المعصوم يعتبر من أفضل النظم في إدارة الدولة في ما يخص تقديم الخدمات وبناء البنى التحتية والمشاريع الإستراتيجية ذات النفع العام شرط أن يكون منهج لمجتمع يمتلك وعي حضاري وثقافة قد انشئ عليها وتربية انعكست في سلوكه العام ,ومن أساسيات أي نظام ديمقراطي هو تعدد خيارات الناخبين في التصويت لمن يعتقدون انه الأفضل في تحقيق تطلعات الأغلبية منهم وهذا التعدد يتطلب بالضرورة أحزاب وحركات ذات برامج طموحة وواقعية وناجحة تعمل من خلالها لاستمالة اكبر عدد من الناخبين بما يحقق لها الفوز بالأغلبية لتنفيذ ما ادعته وروجت له إثناء حملاتها الانتخابية وهذا بالضبط ما معمول به في الدول ذات التجارب الديمقراطية الراسخة وحتى الرائدة منها والذي ثبت نجاحه وعلى أكثر من صعيد وفي اغلب الميادين , لكن أن يسبق الوعد العمل به والنجاح لبرنامج انتخابي قبل حصول الانتخابات بالفعل فهذه سابقة لا نعرف لها مثيل في العالم ,
نعم فبرامج كتلة المواطن والتي تعتبر صغيرة في عدد مقاعدها والكبيرة بعطائها لشعب العراق لهو اكبر دليل على ذالك وخصوصا بوجود عرابها العتيد عمار الحكيم فمشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية وربما منطقة الشرق الأوسط فيما بعد وتشريع قانون المنحة المالية لطلبة المعاهد والكليات والمطالبة بزيادة رواتب شريحة أفنت عمرها في خدمة الوطن ألا وهي شريحة المتقاعدين , ومشروع إعادة تأهيل وإحياء محافظة ميسان هذه كلها برامج ووعود تحققت أو سوف تتحقق إن شاء الرب وكانت الإرادة الوطنية اكبر من إرادة الشيطان وحب النفس والانا ومكر السياسيين ودهاء العدو, بالإضافة لدورها المحوري في تدوير عجلة العملية السياسية والتي كسرت كل العصي التي وضعت في دواليبها سواء كانت من الداخل أو الخارج بإرادة وهمة نوابها وحكمة قادتها ودعم جماهيرها العريضة والممتدة من أقصى نقطة من جنوب الوطن مرورا بالوسط وصولا لإخر محب في شماله العزيز , لذا يجب علينا كمواطنين أن نميز وبعدها نختار الأفضل للوطن والموطن وخصوصا بعد تجربة مريرة وقاسية كشفت لنا من يدعي خدمة وحب الناس وكما تقول الحكمة " من ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان " ومن يعمل فعلا في خدمتهم لا يريد منهم جزاءا" ولا شكورا
لذا فأن التسع سنين الماضية قد رسمت لنا خارطة طريق وان كانت مخطوطة بالدماء الطاهرة ويشوبها سواد دخان القنابل والمفخخات ومؤطرة بالتضحيات الجسام التي لا تعوض إلا أنها في النهاية سترشدنا لرؤية النور في نهاية النفق