ولكن هذا الدعم يختلف من دولة لاخرى كل بحسبها فالبعض يوفر المناهج الدراسية ووجبات طعام للحفاظ على صحة الطلبة واخر يوفر خطوط نقل للاسهام في التزام الطالب بوقت الدخول والخروج من والى المدارس . نقلت لي احدى معارفي في امريكا وهي طالبة في المرحلة الاعدادية ان وقت الدوام في المدرسة يبدأ من الساعة السادسة صباحا وتكون الساعة الاولى للتمارين الرياضية والساعة الثانية لتناول وجبة افطار على طريقة (الاوبن بوفيه) لتبدأ المحاضرات الدراسية في الساعة الثامنة.
وغيرها وخاصة الجامعات توفر للطلبة اقساما للسكن الفاخر طبعا حيث ان مستواها الخدمي يتعدى فنادق الخمسة نجوم . ولم يذكر لي احد او اقرأ يوما ان مدرسة توفر منح مالية شهرية لطلبتها في أي دولة في العالم .
لابد ان تلك الدول حين تشرع وتسن القوانين تدرسها من جميع النواحي وخاصة المالية والاقتصادية .. فلا يختلف اثنان ان منح اي فئة مجتمعية مبالغ نقدية او توفير اي زيادة في رواتب او مخصصات اي طبقة يكون تأثيرها سلبيا على الوضع الاقتصادي في البلد من ناحية زيادة التضخم بسبب ضخّ الاوراق النقدية في السوق كونها تسبب ارتفاعا باسعار المواد الغذائية والسلع بشكل طردي ..
واليوم ... قررت لجنة التربية في مجلس النواب شمول طلبة المدارس من ذوي الدخل المحدود بمنحة تصل الى ثلاثين ألف دينار شهريا تصرف ابتداء من العام الدراسي المقبل. وتشمل المنحة بحسب اللجنة اكثر من اربعة ملايين طالب.
اللجنة اعتبرت ان هذه الاموال ستمنح للطلبة من باب التخفيف عن كاهل أولياء امورهم في سدّ المصروفات الدراسية من جانب، ولتقليل التسرب من المدارس من جانب آخر.
ألم يكن الاجدر باللجنة توفير باصات مدرسية لنقل الطلبة او توفير وجبات اطعام على غرار ما كان معمولا به في السبعينات واوائل الثمانينيات من القرن الماضي حيث كانت المدراس الابتدائية كما اذكر توفر (تفاحة ، وموزة ، وقدح من حليب ، وصمونة) في الفرصة الثانية كما يسميها الطلبة.. وما زالت الفرصة الثانية الى يومنا هذا هي اطول الاستراحات بين الدروس لكن التغذية اختفت.
فهل بحثت لجنة التربية هذا القرار مع المعنيين بالشأن الاقتصادي وخبراء المال في البلاد ام انه قرار ارتجالي من قبلها ؟؟؟..