الأمر المحزن أن هذه الانفجارات وقعت في محافظات تمتاز بالاستقرار الأمني الجيد ، لم يسجل خرق امني فيها منذ فترة طويلة, وكالمعتاد يطل علينا السادة المسؤوليين الأمنيين ليحملوا الإرهاب وعصابات القاعدة مرة، ومرة ترمى في سلة البعث وإذنابه، ويبقى الفاعل مجهول، ومرة هي دعوى لإثارة الفتنة الطائفية بين المكونات القومية والمذهبية كما حدث من تفجيرات في كركوك .
هذا كله جاء نتيجة الخلاف السياسي العاصف بالبلد، واختلاف السياسيين، وعدم وجود توافق سياسي بين مكوناته السياسية، فيجد المراقب للوضع أن هذه الأحداث جاءت بسبب فاعلية المحور والتأثير ( السعودي- التركي- القطري ) على المنطقة عموماً والعراق خصوصا لزعزعة النظام السياسي وانهيار العملية السياسية في العراق .
وما هذه التفجيرات التي وقعت في الساعات القليلة الماضية الا نتاج هذا المخطط الخبيث للتأثير والضغط من هذه الدوائر وبدعم غربي على العراق لتغيير موقفه من الملف السوري .
أذا ما أستمر هذا المشهد الدموي كل يوم، وذهاب العشرات من الضحايا المدنيين، فأن المستقبل ينذر بالخطر، ويسير نحو الهاوية، وإذا لم يتم وضع حلول ناجعة ومدروسة وتعيين الوزراء الأمنيين فأن الوضع الأمني مهدد بالانفجار .
هناك الكثير من الجماعات الإرهابية التي تعمل بصفة رسمية ومن أماكن أمنية حساسة في الدولة وباسم الأجهزة الأمنية، بل أن هناك الكثير من الجماعات الإرهابية (الغلايا النائمة) التي تقوم بعمليات نوعية، فأين الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وأين الهجمات الاستباقية على أوكار الإرهاب والداعمين له، أين نحن اليوم من هذه الجماعات التي نفذت العديد من الهجمات الممنهجة والنوعية الخطيرة على مؤسسات الدولة ومحافظات العراق؟!!.
اليوم الشارع العراقي يطالب بقوة بالوقوف ودراسة الموقف الحكومي واستنفار الطاقات الأمنية وشد الحزام وإعلان راية الحرب على الإرهاب لان هذه ابسط رسالة يمكن أن نعطيها لمواطن العراقي ولذوي ضحايا الإرهاب .