كأن ألسنتهم ركبت في الفتحات السفلية وليس العلوية لجهازهم الهضمي. يتسلحون بأرذل الأخلاق، لا بمكارمها. ويدعون الدفاع عن" دعاة" لله ورسوله رغم ان الرسول قد قال ان "المؤمن ليس بطعّان ولا لعّان".
ميليشيات حماية "الدعوة" هذه لا تعرف شيئا اسمه الحوار او رد الحجة بالحجة. حقا يستحقون دكتوراه "غير مزورة" بقلة الأدب كما قالت الكاتبة المصرية إيمان مطر في ردها على مليشيات "الإخوان" التي تستعمل الأسلوب ذاته مع من يعارض "الإخوان" وينتقدهم. ومن شابه أخاه فما ظلم.
من يتابع المواقع، التي حمل بعضها اسم "القانون"، للإيحاء "بتبركها" بائتلاف دولة القانون، يكتشف ان وراءها لجنة وزعت المهام عليها ليختص كل منها بكاتب او مجموعة كتاب ينتقدون إخفاقات رئيس مجلس الوزراء وفشله في إدارة "دولة المقربين". كذلك يجد داخل المواقع ملثمين لهم في "قلة الأدب" أسلوب يميزهم عن بعضهم البعض.
لقد نشر في جريدة المؤتمر وفي موقع "براثا" التابع للمجلس الإسلامي الأعلى في ١٣ أيلول من العام الماضي خبرا عن تشكيل ائتلاف القانون لجنة لرصد منتقدي الحكومة والرد عليهم. اللجنة يرأسها ياسين مجيد، بعد ان تقدم باقتراح لتشكيلها ووافق عليه المالكي، بحسب الخبر. وهذه لجنة أخرى غير تلك التي تصدر نشرة "الرصد اليومية" التي يرأسها على الدباغ وينشر منها مقتطفات على موقعه الخاص.
انها حرب تعتمد الألفاظ البذيئة لإرهابنا وشتم آبائنا وأمهاتنا وتهديدنا بالقتل عاجلا ام آجلا. جندوا لها مرتزقة فتحوا على صفحات الفيسبوك حسابات بأسماء وهمية واستخدموا أسماء مستعارة للهجوم في خانات الردود على مواقع الكترونية تستلم رزقها على قدر "المشقة".
ومما يؤكد ان أعضاء تلك الميليشيات الالكترونية لهم من يديرهم ويشرف عليهم ويزودهم باكليشيهات للشتم معدة مسبقا، بعضها مستورد من دول سبقتهم "بالإيمان"، أنهم في بعض الأحيان يستخدمون نفس الشتائم مع أكثر من كاتب، رغم الاختلاف بين ما كتبه كل منهم. ومن أكثرها استعمالا تأتي على شاكلة "من أنت أيها الكويتب لتمس مقام المالكي؟"، التي جاء عليها الزميل احمد عبد الحسين أمس.
كان بودي أن انهي عمودي بنماذج من تعليقات تلك المليشيات، لكني احترت كيف انتقي منها ما يمكن نشره لشدة نتانتها. توقفت عند اولها فشعرت وكأني أرفع غطاء عن " سبتتنك" أجلكّم الله. لذا، الى هنا، سأنهي عمودي واعتذر.
المدى: الأربعاء ١٢-٠٩-٢٠١٢