في نظرة عابرة على الاحداث الاخيرة التي اجتاحت العالم الاسلامي وردة الفعل الغاضبة على الاساءة المقصودة والمدروسة بحق الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم وعموم الاسلام والمسلمين نجدها روتينية واحيانا بلا هدف وبعيدة عن التخطيط ٠
ان الاساءة هي نتاج واقعي وحقيقي للحقد اليهودي والنفاق الدولي وتعامل الاستكبار العالمي مع باقي الشعوب وسيادة الثقافة المادية والعولمة وطغيان القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية وسياستها الخاطئة واستهانتها بمشاعر وعقائد ومقدسات شعوب العالم وخاصة الاسلامية, فمهما حاولوا التبرير والاعتذار والاسف ومهما رفعوا من شعارات براقة عن احترام الاديان والتغني بالحرية والمناداة بحقوق الانسان والانتصار للديمقراطية تبقى سياستها وعملها هو الاستعلاء وهدفها الاستيلاء والسيطرة واستعباد الامم ومحاولة السيطرة عليها من خلال تبعيتها الاقتصادية والثقافية والفكرية وحتى العقائدية من خلال ايجاد فجوة بين مايؤمنوا به وبين الواقع والترويج لعالم تسوده ثقافة اللادين والاباحية والشذوذ ٠
لكن كيف يتعامل المسلمين مع هكذا وضع وما هي مسؤوليتهم والدور الذي يفترض ان يقوم به كل مسلم تجاه هذه التحديات٠؟
ان المسلمين وفي خضم موجة الاحتجاجات راح يلوم بعضهم البعض وصمت البعض الاخر فكلنا يعرف مدى الاخطاء التي وقعت فيها المدرسة السلفية وما روجت له عن الاسلام وكيف ركز الاعلام العالمي لايجاد صورة ونموذج للاسلام والرسول الاكرم وربطه بالارهاب وما مدى النجاح الذي وصلت اليه بايجاد حد فاصل بين الشعوب الغربية والاسلام.
فليس من الصحيح ان نصور بان نسير بمسيرة الاعلام الغربي ونبرر لما حدث في الفيلم المسيء للرسول الاكرم ونقول ان هذا هو رسول الوهابية وهذا ماجناه فكر ابن تيمة ونموذج القاعدة بل يفترض ان نتسائل اكثر عن مؤتمرات التقريب بين المذاهب ومنتديات التسامح الديني وجدية عملها وواقعيتها وكيف ننتج خطاب ديني نابع من الاسلام الحق الصافي واخراج كل الشبهات والشواذ والتخريف والتسطيح الحاصل في الخطاب الاسلامي ٠
ما يلاحظ ايضا وجود خطابين خطاب رسمي وخطاب شعبي ناهيك عن ازدواجية المعارضة والحكومة وهذا يشكل الشرخ الاكبر في قلب الجسد الاسلامي ٠
خطر الاعلام المذهبي الغير مسؤول بنشر التكفير للمذاهب الاخرى بحيث اصبح الناس يتكلمون بتكفير الاخوة بينما لانسمع عن مشتركات ووحدة ودين واحد كما لانسمع عن اعداء للاسلام بقدر ما نسمع عن كفار ومرتدين.
فكلمتي التي اريد ان قولها بان مهما كان الخلاف بين المسلمين فيجب ان لايصل الى التكفير وهدر الدم فنحن هنا سنتحول الى غير هذا الدين وكذلك مهما فعلنا لليهود فانهم يكرهوننا مهما تعاملنا مع الغرب فانهم يريدون حياتنا مهما فعلنا مع الاستكبار فانه كلما زدنا تغاضيا زاد واوغل في اذلالنا.
فيا مسلمي العالم بكل مذاهبكم ان هذه الإساءة ليست الاولى وبالتاكيد فهي ليست الاخيرة وهذا الواقع لايتغير بردة الفعل العنيفة ولا يتغير بالتقتيل ولا بالتفجير ولا بتغيير الحكومات المستبدة واستبدالها باسلامية عن طريق ازاحة راس الهرم وابقاء قواعد تلك الانظمة وما ركبت وسارت عليه طوال عقود ومن ثم يعود التغيير وبال على المجتمع بأستشراء وانتشار الانتهازية السياسية وسيادة الفساد .
فلتكن هذه الاساء الجديدة دافع للوقوف على واقعنا لا الهروب منه نحو الهاوية فسؤال اخير الى كل من فار دمه ونزل للشارع اين نحن من محمد اين نحن من فكر محمد اين نحن من اخلاق محمد اين نحن من نهج محمد٠٠٠ (فلنعد لمحمد وليس أي شيء اخر مع احترامنا لمسمياتنا الثانوية وسنجد النتيجة باننا اقوى وهنا يجب ان يقول الجميع فلنعمل بما يرضي محمد صلى الله عليه واله وسلم )