الشريفان الرضي والمرتضى
السيّدين الشريفين العالمين الأديبين الرضي والمرتضى وُلدا في بغداد وينتهي نسبُهُما بسبعة أظهر إلى الإمام موسى بن جعفر(ع) اُمّهما العلويّة الفاضلة فاطمة بنت ناصر وقد تتلمذا على يد الشيخ المفيد (رض) واشتهرا بالشعر والأدب فكلاهما شاعران فقيهان أديبان لكنّ الرضي اشتهر بالشعر والأدب بينما المرتضى اشتهر بالفقه والكلام أكثر من الشعر والأدب وهنا نأخذ الشريف الرضي كنموذج مهم.
(نموذج للاطلاع )الشريف الرضي
هو محمّد بن الحسين الموسوي الملقّب بالشريف الرضي، وُلد في بغداد سنة ٣٥٩هـ، تربّى في كنف أبيه نقيب الأشراف ودرس على كبار علماء عصره أمثال الشيخ المفيد(رض) تولّى نقابة الأشراف على عهد أبيه وصار أمير الحاجّ حيث كتب قصائده «الحجازيّات» التي تمتاز بعذوبة ورقّة وجمال وأشهر كتبه:
١ ـ المجازات النبويّة
٢ ـ خصائص الأئمّة
٣ ـ أخبار قضاة بغداد
٤ ـ حقائق التأويل في متشابه التنزيل
٥ ـ نهج البلاغة، والذي يحتوي على كلام الامام عليّ(عليه السلام).
٦ ـ مجازات القرآن
٧ ـ متشابه القرآن
٨ ـ ديوان شعره، وهو في جزئين ضخمين.
ومما قاله الشريف الرضي من الشعر حيث رثى والدته في قصيدته:
ما كنت اُذخرُ في فداكِ رغيبة لو كان يرجع ميّتٌ بِفِداء
فارقت فيك تماسكي وتجمّلي ونسيت فيك تعزري وإبائي
قد كنت آمل أن أكون لكِ الفدا ممّا ألمَّ فكنت أنتِ فدائي
وتفرّق البُعْداءِ بعد مَوَدة صعبٌ فكيف تفرق القرباء
في ديوانه كافّة الفنون والأغراض الشعرية كما نلاحظ الغزل بألفاظ وتعابير دقيقة بالإضافة إلى اللهجة البدوية وقد دُعيت غزلياته بالحجازيات لأنّ أكثرها قيل في موسم الحجّ وكما ذكرنا هو لم ينحرف به الطريق عن العفّة والشرف والخُلق الرفيع وحاول الشريف الرضي أن يستهلّ قصائده بالحِكم والفخر والمدح الذي لم يكن للتكسّب .
توفّي السيّد الرضي سنة ٤٠٦هـ ودفن في مقابر قريش بالكاظمية وقيل: نقل جثمانه إلى كربلاء المقدّسة.
********************
(نموذج للاطلاع) ابن أبي الحديد المعتزلي
عبد الحميد بن هبة الدين بن محمّد (ابن أبي الحديد) وُلد في سنة ٥٨٦هـ بالمدائن وكان عالماً لغوياً وأديباً شاعراً ومصنّفاً كبيراً ومتعمّقاً فى علم الكلام ويعتبر أشهر متكلّمي المعتزلة وينتسب لخطّ بغداد الذي يميل إلى أهل البيت (عليهم السلام) عكس معتزلة خطّ البصرة الذين ينتسب إليهم الجاحظ ومن آثاره (شرح نهج البلاغة ,الفلك الدائر على المثل السائر, الوشاح الذهبي, القصائد السبع العلويات, ديوان شعر, المستنصريات) وغيرها من التأليفات بالإضافة إلى بعض الشروح والتعليقات والكتب النقدية القيّمة ومن شعره في مدح أمير المؤمنين علي(ع):
يا برق إن جِئْتَ الغريّ فقُلْ له أتراك تعلم مَنْ بأرضِكَ مودعُ
يا هازمَ الأحزاب لا يثنيه عن حوض الحمام مدجج ومدرع
يا قالعَ الباب الذي عن هزِّها عجزت أكفٌّ أربعون وأربعَ
لي فيك معتقدٌ سأكشِف سِرَّهُ فَلْيصْغِ أربابُ النُّهى وليسمعُوا
والله لولا حيدرٌ ما كانت الدنيا ولا جمَعَ البرِيَّةَ مجمعُ
أهواكَ حتّى في حشاشةِ مُهجتي نارٌ تشبُّ على هواك وتلذعُ
ورأيتُ دِيْنَ الإعتزال وإنّني أهوى لأجلِكَ كلَّ مَنْ يَتَشيَّعُ
ولقد علمتُ بأنّه لا بُدَّ مِنْ مهْدِيِّكم وليومِهِ أتوقَّعُ
في قصيدة يمدح أبو طالب وأمير المؤمنين (عليهما السلام) فيقول:
ولولا أبو طالب وابنه لَمَا مَثُلَ الدينُ شخصاً وقاما
تكفّل عبد مناف بأمر وأودى فكان عليٌّ تماماً
وفاته كانت في سنة ٦٥٥هـ
********************
(نموذج للاطلاع) الجاحظ
ولد عمرو بن بحر الجاحظ في البصرة سنة ١٥٠هـ، وقيل: سنة ١٥٩هـ وكان جاحظ العينين أسود اللون قصيراً ولم يتزوّج وفي السنين الأخيرة أصيب بالفلج ومات وعمره ست وتسعين سنة كان الجاحظ عظيم الذكاء قوي الملاحظة واسع التفكير بارعاً في كثير من علوم اللغة والأدب والعلوم الاُخرى ومن أشهر كتبه:
١- كتاب الحيوان: أكبر كتبه حجماً وأجمعها لفنون العلم والأدب معاً وقد ذكر فيه أنواع الحيوانات وأجناسها وطرق حياتها.
٢- كتاب البخلاء: تحدث في هذا الكتاب عن البخل والبخلاء ثمّ وصف جانباً من حياة اُولئك الذين كانوا فقراء ثمّ اصبحوا اغنياء فجأة.
٣- كتاب البيان والتبيين: ذكر فيه الألفاظ والتراكيب والشعر والشعراء ونقل فيه نماذج من الشعر والنثر تصف أحوال الإنسان و تطرّق إلى لهجات العرب وقد ألفه في أواخر عمره.
الجاحظ شهد عصر المنصور والمهدي والرشيد والمأمون والمتوكّل وعاصر التطوّرات السياسية والاجتماعية والأدبية وقد ثمن أدب وتراث الجاحظ اغلب روّاد الأدب والفكر على مرِّ التاريخ .
وقد ألّف الجاحظ أكثر من خمسين وثلاثمائة كتاب في مختلف فروع المعرفة ضاع أكثرها وتوفّي سنة ٢٥٥هـ.