اذاً ما نلاحظه من مجمل هذه الأرقام وأرقام أخرى كثيرة غيرها هو ان الدول كلما ارادت ان تتطور اكثر كلما خصصت ميزانيات اكبر على الطفولة والاهتمام بهذه الشريحة المهمة واليوم حينما نقول في العراق نريد ان نصل بعد عشرين عاما الى المستوى الفلاني من التنمية والتطور كما تصنع ذلك وزارة التخطيط وكل من هو معني بالشأن التخطيط في بلادنا نقول ان العراق بعد عشرين سنة الى اين كيف لنا ان نضع سمات العراق المقبل دون ان نعترف او نرسم صورة للمجتمع بعد عشرين سنة لنقول ان مجتمعنا العراقي بعد عشرين سنة الى اين حتى يكون العراق كبلد بعد عشرين سنة الى اين ؟ هذه قضية تلازم بعضها بعضا ، اذا اهتممنا بالطفولة اليوم فالعراق بعد عشرين سنة الى خير كثير واذا لم نهتم وانفقنا المال حتى لو انفق بشكل صحيح وهو لا ينفق بشكل صحيح اليوم ولكن لو انفق بشكل صحيح ايضا لا يمكن ان نتأكد ان العراق بعد عشرين سنة سيكون في ظروف افضل بكثير من ظرفه الراهن ، بناء الانسان ثم بناء الاوطان هذا الشعار الذي يجب ان نرفعه ونهتم بالبنية الاجتماعية اولا ثم تأتي عملية التنمية والاعمار والبناء لتأخذ مدياتها بسرعة اننا نتحرك ومنذ البداية ضمن مشروع واضح المعالم لبناء دولة ومجتمع ويجب ان لا ننشغل عن هذا الهدف المهم ايا كانت المبررات التي تدفعنا للأنشغال بالقضايا الاخرى فأن السياسة هي مجرد عملية اجتماعية غايتها التعامل مع الناس ، ويجب ان لا تتحول الى الهم الوحيد التي تأخذ كل الانشغالات وكل الوقت على حساب الانسان على حساب المواطن والذي يمثل اساس المجتمع واساس حركتنا وليست السياسة الا لبناء العلاقة بين ابناء هذا المجتمع فنحن نبتكر السياسة حتى نوجد علاقات اجتماعية صحيحة فننشغل بالصراع السياسي عن المجتمع وهو الاساس وهو الاصل في هذه العملية وعلى اساسه تبنى الدولة ،