ولدتُ لا أعرف غير البكاء لغة،والخوف أبجدية أسلـّي بها نفسي ونفوس مَن معي يبكون ويخافون من الخفـّاش أن يخطف نور أبصارنا، هكذا حدّثتني الجدّة في ليالي الشتاء المخيفة !
الشتاءُ يُخيفنا ونحن صبية صغار صغر أحلامنا !!
لماذا يخيفنا الشتاء ؟؟
المؤسسات الطبيّة تسرق الدواء الذي يحتاجه الناس في فصل الشتاء، فكانت الجدّة تقول لنا عليكم أن لا تمرضوا ، ولو مرضتم فإنّ الطبيب لم يمتلك الدواء، فتموتوا .. فصرنا نخاف من الموت،وهوـ لو نعلم ـ غير مخيف!!
المؤسسات الأمنية معهدٌ يتخرج منه اللصوص المهنيون،وكانت الجدّة تحذرنا من الخروج في الليل ،خوفاً من أن نسقط في قبضة أولئك !
المؤسسات التربوية والتعليمية ،يتخرج منها المخرِّبون المهنيون ،وكانت الجدّة تمنعنا من أن نقع فريسة التخريب، فاصطادتنا وحوش الأميّة والجهل !
المؤسسات العسكرية ،مؤسسات تحمي أصحاب قرار تعيينهم، فكانت الجدة تقصُّ علينا قصص بيع الأوطان، فترعرعنا على سليقة عدم حب الوطن !!
المؤسسات البلدية يتخرج منها القادة؛قادة (فرض القانون)قانون البلديات الذي صيغ بلغة غير مفهومة،فصارت أرض الوطن ساحات لوقوف العربات ،ودكاكين لبيع الطماطم والبصل وملاعب للأطفال في أيام الأعياد، فلم تبق لرعايا الوطن مساكن يسكنوها ،لأنّ رعايا الحكام يقولون أنّ نعم المساكن القبور !!
الجدّة كانت تقول لنا لا تسرقوا ، لا لأنّ السرقة حرام فحسب؛ وإنّما لأنّ (شريح القاضي) له الحق بأن يجعلكم أبرياء،ويأتي بالأبرياء فيأمر الشرطة بحبسهم على أنهم هم السُّرّاق ، فتنطلق أيديكم بالسرقة وأنتم لا تعلمون !!
قالت لنا جدّتي : لا تكتبوا اسم (العصفور) الواقف على الشجرة في دفاتركم المدرسيّة حينما كنتم طلاّباً ،لأنّ(المخبر السّري) يتوهم أنكم أخفيتم مطلوباً للعدالة رجلاً اسمه (عصفور)ًًً، فرمينا أقلامنا في بئرٍ عميق لا يهتدي إليه مخبرٌ سرّي بعد !!
ولو سمعتم صوتاً في وقت السَّحر ، فلا تتوهموا أنه صوتَ مناجاةٍ ، أو ضراعاتٍ ، أو صوت استغاثة ؛ بل هو صوت (عبوة ناسفة) !!
وحينما كبرنا جاءنا رجلٌ وظيفته الوعظ والإرشاد سمعناه يروي للناس حديثاً للنبي : حب الوطن من الإيمان ، فتحيّرنا : هل أنّ الواعظ هذا يعمل موظفاً عند السلطان ،ليجعلنا نحب السلطان،رئيس الأطباء والمعلمين ،وبائعي أرض البلدية إلى الملاء الذين يحيون الأموات، ويميتوا الأحياء، أم أنّه يقصد بالوطن القبر ؟؟!!
فإذا كان المقصود من الوطن هو البلاد التي نعيش على أرضها فما هي حدودها الجغرافية ،وهل على أهل كلَّ بلاد أن يحبُّوا بلادهم فقط ولا يحبُّوا غيرها ؟
فهل أن المسلم السوري ـ مثلاً ـ حينما يحب بلاد ماليزيا لا يُعد حبُّه هذا منَ الإيمان، ليكن واجبه النبوي حب بلاد سوريا فحسب، وحب حاكم سوريا فحسب ،و حب هواء سورياً فحسب،ولو أحبّ غيرها لم يكن مؤمناً ،حتى لو أغدقت عليه سوريا شتى صنوف التجويع والتعذيب ؟؟
الحسين (عليه السلام ) طلب من القوم الذين خرجوا لقتاله أن يدعوه يسير في أرض الله العريضة ـ على ما جاء ـ فهل كان الحسين يضيق ذرعاً بهؤلاء، أم بأرض ضمّتهم ؟
فإذا كان كذلك فعلام خرج إذن ؟؟
ألم تكن الأرض تتسع لآماله بالخلاص من الظلم ؟؟
وحينما أطلق صرخته المدوية : ألا من ناصرٍ ينصرنا ، أكانت الأرض تخلو من أسباب الشرف والأريحية ؟؟
ما مساحة الضيق الذي كان تتملـّك هذا السبط القديس؟؟
وهل أنَّ ما فينا من ضيق امتدادٌ لما كان ينتاب الحسين من ضيق ؟؟
أم أنّ مراد الحديث من (الوطن) هو القبر، فإني أعرض قلمي في سوق نخاسة الأقلام الذي أفتتح مؤخراً .. فهل من مبتاعٍ له ؟؟
أعاهدكم ونفسي إنْ جاءني مَن يشتري مني قلمي وأبجديتي وقرطاسي الذي يُخيفني ،فلن أطلب منه البيـِّنة ساعتئذٍ ؛بل سأعطيه بكائي وخوفي ،وأن لا أكتب بعد اليوم !!!!!!!!!
الشتاءُ يُخيفنا ونحن صبية صغار صغر أحلامنا !!
لماذا يخيفنا الشتاء ؟؟
المؤسسات الطبيّة تسرق الدواء الذي يحتاجه الناس في فصل الشتاء، فكانت الجدّة تقول لنا عليكم أن لا تمرضوا ، ولو مرضتم فإنّ الطبيب لم يمتلك الدواء، فتموتوا .. فصرنا نخاف من الموت،وهوـ لو نعلم ـ غير مخيف!!
المؤسسات الأمنية معهدٌ يتخرج منه اللصوص المهنيون،وكانت الجدّة تحذرنا من الخروج في الليل ،خوفاً من أن نسقط في قبضة أولئك !
المؤسسات التربوية والتعليمية ،يتخرج منها المخرِّبون المهنيون ،وكانت الجدّة تمنعنا من أن نقع فريسة التخريب، فاصطادتنا وحوش الأميّة والجهل !
المؤسسات العسكرية ،مؤسسات تحمي أصحاب قرار تعيينهم، فكانت الجدة تقصُّ علينا قصص بيع الأوطان، فترعرعنا على سليقة عدم حب الوطن !!
المؤسسات البلدية يتخرج منها القادة؛قادة (فرض القانون)قانون البلديات الذي صيغ بلغة غير مفهومة،فصارت أرض الوطن ساحات لوقوف العربات ،ودكاكين لبيع الطماطم والبصل وملاعب للأطفال في أيام الأعياد، فلم تبق لرعايا الوطن مساكن يسكنوها ،لأنّ رعايا الحكام يقولون أنّ نعم المساكن القبور !!
الجدّة كانت تقول لنا لا تسرقوا ، لا لأنّ السرقة حرام فحسب؛ وإنّما لأنّ (شريح القاضي) له الحق بأن يجعلكم أبرياء،ويأتي بالأبرياء فيأمر الشرطة بحبسهم على أنهم هم السُّرّاق ، فتنطلق أيديكم بالسرقة وأنتم لا تعلمون !!
قالت لنا جدّتي : لا تكتبوا اسم (العصفور) الواقف على الشجرة في دفاتركم المدرسيّة حينما كنتم طلاّباً ،لأنّ(المخبر السّري) يتوهم أنكم أخفيتم مطلوباً للعدالة رجلاً اسمه (عصفور)ًًً، فرمينا أقلامنا في بئرٍ عميق لا يهتدي إليه مخبرٌ سرّي بعد !!
ولو سمعتم صوتاً في وقت السَّحر ، فلا تتوهموا أنه صوتَ مناجاةٍ ، أو ضراعاتٍ ، أو صوت استغاثة ؛ بل هو صوت (عبوة ناسفة) !!
وحينما كبرنا جاءنا رجلٌ وظيفته الوعظ والإرشاد سمعناه يروي للناس حديثاً للنبي : حب الوطن من الإيمان ، فتحيّرنا : هل أنّ الواعظ هذا يعمل موظفاً عند السلطان ،ليجعلنا نحب السلطان،رئيس الأطباء والمعلمين ،وبائعي أرض البلدية إلى الملاء الذين يحيون الأموات، ويميتوا الأحياء، أم أنّه يقصد بالوطن القبر ؟؟!!
فإذا كان المقصود من الوطن هو البلاد التي نعيش على أرضها فما هي حدودها الجغرافية ،وهل على أهل كلَّ بلاد أن يحبُّوا بلادهم فقط ولا يحبُّوا غيرها ؟
فهل أن المسلم السوري ـ مثلاً ـ حينما يحب بلاد ماليزيا لا يُعد حبُّه هذا منَ الإيمان، ليكن واجبه النبوي حب بلاد سوريا فحسب، وحب حاكم سوريا فحسب ،و حب هواء سورياً فحسب،ولو أحبّ غيرها لم يكن مؤمناً ،حتى لو أغدقت عليه سوريا شتى صنوف التجويع والتعذيب ؟؟
الحسين (عليه السلام ) طلب من القوم الذين خرجوا لقتاله أن يدعوه يسير في أرض الله العريضة ـ على ما جاء ـ فهل كان الحسين يضيق ذرعاً بهؤلاء، أم بأرض ضمّتهم ؟
فإذا كان كذلك فعلام خرج إذن ؟؟
ألم تكن الأرض تتسع لآماله بالخلاص من الظلم ؟؟
وحينما أطلق صرخته المدوية : ألا من ناصرٍ ينصرنا ، أكانت الأرض تخلو من أسباب الشرف والأريحية ؟؟
ما مساحة الضيق الذي كان تتملـّك هذا السبط القديس؟؟
وهل أنَّ ما فينا من ضيق امتدادٌ لما كان ينتاب الحسين من ضيق ؟؟
أم أنّ مراد الحديث من (الوطن) هو القبر، فإني أعرض قلمي في سوق نخاسة الأقلام الذي أفتتح مؤخراً .. فهل من مبتاعٍ له ؟؟
أعاهدكم ونفسي إنْ جاءني مَن يشتري مني قلمي وأبجديتي وقرطاسي الذي يُخيفني ،فلن أطلب منه البيـِّنة ساعتئذٍ ؛بل سأعطيه بكائي وخوفي ،وأن لا أكتب بعد اليوم !!!!!!!!!