المبادرات المنقذة ......

 إن طرح مدينة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية من المبادرات المميزة التي صدرت عن السيد عمار الحكيم ...., إن العراق بحاجة إلى أمثال هذه الأطروحات التي من شأنها أن تنتشل البلد مما يعانيه من حالات تردِ وان تنهض بواقعه الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي ...........وعلى كل الصعد.

من المعلوم للمتتبع البسيط من واقع اقتصادي مؤلم تعيشه محافظة البصرة وهي المحافظة التي تزخر بالخيرات وعائمة على بحيرة من النفط , من جانب وخصوبة تربتها وكفاءة إنسانها الكادح الذي لو أعطي الفرصة لأنتج وأبدع بمختلف المجالات , تلك هي الأطروحة الشاملة بجميع أبعاد الواقع التنموي والبشري والاقتصادي من الجانب الأخر.

ومن المبادرات ذات البعد الاجتماعي هي إعادة تأهيل مَيسان لما تتمتع به تلك المحافظة من موارد بشرية ناهيك عن كونها تغص بالخيرات والنفط كذلك فنجد من غير المجدي التعامل مع تلك المبادرات بنظرة ضيقة محصورة في البعد الفئوي والحزبي ليقوض بذلك كل عمل خَيّر ونبيل همه الارتقاء بالواقع العراقي في التقدم والازدهار.

ومن هنا نلاحظ مبادرة السيد عمار الحكيم اتسمت بكل تلك المعاني وأحاطت بها فقد صرح وأكثر من مرة وفي كل مبادرة "خذوها واحذفوا اسم من أطلقها أو الجهة التي تبنتها واعملوا بها دون الالتفات إلى من أطلقها أو المكاسب العائدة إلى تلك الجهة أو ذلك التيار " قمة الإيثار ودرس في نكران الذات للنهوض والتطوير الواقع العراقي.

فكل تلك المبادرات وعلى اختلاف موقعها الجغرافي وحالات إطلاقها إلا أنها ترتبط بحلقة وصل واحدة هو المواطن فليس بالغريب من يحمل على عاتقه هم المواطن إن يسعى إلى الارتقاء به.

والمفروض أن يكون الهدف واحد على تحقيق كل تلك الأهداف المشتركة لان المصير واحد والرؤى والمنهج متفق عليه لدى جميع القوى الفاعلة في العملية السياسية فالكل ينادي بالتقدم والازدهار لكن التطبيقات مغايرة للواقع.

وما دمنا بصدد السياسة لابد لنا من ذكر كلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع) .

وإذا كانت تلك المبادرات تنهض بواقع البنيان والبلدان والعمران فأن أهم واخطر من كل ذلك هو بناء الإنسان .

في مهرجان الطفل ركز السيد عمار الحكيم على العنصر التربوي الذي رأى فيه عصب الحياة والشريان النابض لمجتمع صحي متمدن حضاري يريد أن يكون له موقع بين الأمم .

تربية الطفل مهمة إنسانية ووطنية ودينية لابد لكل فرد صالح في هذا المجتمع ولكل مؤسسة قائمة على قواعد صحيحة أن تعمل على تحقيق بيئة صالحة لتربية الأطفال رجال المستقبل وصناع قراراته وبناة الوطن .

وفي الختام أحب أن أحيل على ما أشار إليه السيد عمار في مبادراته وهو أن ما يمكن أن يبذل من المال للنهوض التربوي بواقع الطفل لا يعد شيئاً يذكر أمام ما تزخر به موارد تلك المحافظات الغنية بالنفط والتربة والطفل وان أغلى هذه العناصر على الإطلاق هو الطفل فبدون الإنسان لا تبنى الأوطان.