عجيب غريب امر النائب الحالي والمستشار الاعلامي السابق لرئيس الوزراء ياسين مجيد (ابو ادريس التميمي)، فهو من الذين تنطبق عليهم مقولة (ملكي اكثر من الملك)، فأبو ادريس الذي عرفته عن قرب لفترة قصيرة في بداية الثمانينات عند تشكيل المكتب الاعلامي لحزب الدعوة الاسلامية وتأسيس صحيفة الجهاد، رجل لا يخطو خطوة واحدة الا قبل ان يعرف مالذي سوف يستفيده منها، وبعدما انتفت فائدته من حزب الدعوة تركه وادار ظهره اليه ، ليتوجه صوب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وليعمل في المركز الوثائق لحقوق الانسان الذي كان يشرف عليه المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم شقيق السيد محمد باقر الحكيم وذراعه الايمن، وحينما وجد فرصة افضل ولقمة ادسم ادار ظهره للحكيم كما ادار ظهره من قبل لحزب الدعوة، ليعمل مع الايرانيين ويتقرب منهم، ويستفيد ماديا ويحصل على الجنسية وجواز السفر الايرانيين، ومن خلال جهاز الاطلاعات الايراني عمل مراسلا لهيئة الاذاعة البريطانية ، وبعدها مراسلا لصحيفة المستقبل اللبنانية التابعة لرئيس وزراء لبنان الاسبق المرحوم رفيق الحريري،
ولم يعرف عن الرجل انه صاحب مواقف مبدئية يمكن ان تفقده امتيازات او مكاسب مادية، ولم تطأ قدماه العراق الا بعد ان ضمن منصبا مهما وقريبا من مركز القرار الا وهو المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، وعبر هذا الطريق رشح في الانتخابات البرلمانية العامة السابقة عن مدينة العمارة ، بأعتبار انه من ابنائها، وحصل على اصوات قليلة جدا ، وهذا متوقع لانه لايمت بصلة الى العمارة الا بالولادة فقط، وما ادخله الى البرلمان هو فائض الاصوات الكبير الذي حصل عليه الحاج المجاهد ابو اسراء المالكي. ومادام الرجل –ابسو ادريس مستفيدا من المالكي ومن وجوده بالقرب منه فأنه يفعل اي شيء للحفاظ على موقعه وامتيازاته، وهجماته وحملاته على هذا وذاك هي تعبير عن الاستعداد لفعل كل شيء، وما يشجعه ويساعده على ذلك هو انه بعيد عن اي ميدان فيه خطورة، وليس له احتكاك مع اي وسط اجتماعي خارج نطاق البرلمان ودائرة رئيس الوزراء، واوساط معينة في طهران حيث تقيم عائلته فيها، ومغادرته المنطقة الخضراء لاتتعدى التوجه الى مطار بغداد للسفر منه الى الخارج، او الذهاب الى مبنى قناة العراقية الفضائية في شبكة الاعلام بمنطقة الصالحية القريبة جدا من المنطقة الخضراء.
ولو كان يتحرك قليلا هنا وهناك خارج المنطقة الخضراء لما تحدث بكلمة واحدة على اياد علاوي او على مسعود البارزاني او على اي شخص اخر.