ان سنة ونصف كان وقتا كافيا ليطلق رسالة واضحة إلى الأطراف المتنازعة في سوريا بان الحرب لا تستطيع ان تحسم معارك ولا بد من ان يجلسوا على طاولة الحوار ويذهبوا الى تشكيل حكومة مطمأنة لجميع أبناء الشعب السوري تعزز الاستقرار في سوريا وتمنح الاستقرار للمنطقة برمتها ، إننا نشعر بالحزن العميق والأسف الكبير على هذا الجرح النازف ونزيف الدم المستمر في سوريا الشقيقة وكل من يقتل فيها هم عرب ومسلمون وسوريون وأشقاء وجيران لنا في العراق ولا نستطيع ان نتقبل مثل هذه المجازر الكبيرة وهذه الدماء التي تراق على الأراضي السورية ونقول لهم بوضوح إننا جربنا في العراق وعشنا معاناة طويلة في مواجهة الديكتاتورية والطغيان ولا حظنا مخلفات الحروب وتأثيراتها ولازلنا ننزف نتيجة تلك المخلفات بعد مرور أكثر من عشر سنوات على التجربة السياسية في العراق فلا نريد لأشقائنا يجربوا ما جربناه وان يقعوا فيما وقعنا به ونتمنى لهم اتخاذ القرارات الصحيحة والحكيمة والشجاعة في وقف نزيف الدم وفي الذهاب الى طاولة الحوار ، كما ان المبادرة التي أطلقها الأستاذ الأخضر الإبراهيمي في إيقاف القتال في أيام عيد الأضحى وهو عيد المسلمين وهم كلهم مسلمون يتقاتلون هذه المبادرة مبادرة خير نبارك لها وندعمها في العراق لأننا مع كل خطوة توقف نزيف الدم وتفتح مجال لحوار ونقاش وتواصل بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد ، إننا في العراق لا نريد ان نتدخل في الشأن السوري وشأن أي بلد من البلدان الأخرى ولكن نشفق ونحرص ونتألم ونتمنى من الأطراف المتنازعة ان يستجيبوا لنداء المبعوث الاممي والعربي في إيقاف القتال في هذه الأيام لعلها تكون بداية لفتح صفحة جديدة وإمكانية حسم الموضوع عبر الحوار السلمي وليس عبر القتال وإراقة الدماء هنا وهناك انها فرصة ثمينة على الأطراف المتنازعة ان تاخذ بها وتستفيد منها وان تجلس على طاولة الحوار , كما ان الدول اصدقاء سوريا متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي معنية بان يشجعوا اطراف النزاع وان يستخدموا امكاناتهم وصلاتهم وعلاقاتهم مع الاطراف المتنازعة في اقناعهم بايقاف هذه المعارك وهذا القتال لعل في ذلك مخرجا للازمة القائمة في سوريا .