كرة القدم معشوقة الملايين المستديرة العجيبة تجمع وتربط الجميع بلا فوارق ، فيها الروح العالية و القيم لكنها لاتتعدى ان تكون لعبة ،مباراة مدتها ٩٠ دقيقة ابطالها ٢٢ وعشرين لاعب يقودهم ٢ في الخارج ويفصل بينهم ويحكم في ذلك الوقت المحدد ٣حكام سيدهم من يتوسط الساحة والمستطيل الاخضر ويتابعه عشرات الالاف على المدرجات وينشد لهم وما ترسمه وتبدعه اقدامهم الملايين على اتساع المعمورة ٠هذا لمن يريد ان يجرد اللعبة ويبسطها وينظر لها من زاوية الروح الرياضية لكنها تبتعد كثيرا وتكبرلابعد من كونها لعبة فهي اقتصاد وصناعة وعلم وسياسة ومصير بلد وتاريخ ميزانيات دول عظمى ومؤسسات تبدأ بدعم الفئات العمرية ولا تنتهي بحقوق البث ،اما في العراق فلا اعتقد بان شيء مثل هذا موجود وما موجود هو مسخ كرة قدم مع اننا نتنفس كرة قدم وكل شيء في العراق تجده كرة قدم لكن على ارض الواقع لاشيء اسمه كرة قدم حقيقة تشبه ما موجود في العالم او تقترب منه او نصفه او حتى بنسب مئوية متدنية ٠ولاادري لماذا احس باني لازلت اعيش زمن البعث وسلطته وعنجهيته واساليبه كلما فتح ملف اتحاد كرة القدم العراقي وكلما فتح باب المنتخب والكرة العراقية بصورة عامة ٠ لم ولن يكن زيكو نهاية المطاف كما لم يكن السبب في خسارة العراق لمباراة المنتخب العراقي مع استراليا كما لم يكن سبب اللاعبين ابدا٠ ان من يسأل او يتسائل اولا واخيرا هو اتحاد كرة القدم رئيسه واعضاءه الاتحاد السابق وبقاياه او كما يتعارف عليه في مصر هذه الايام(الفلول)وكما نردده منذ عشر سنين (ايتام النظام البائد ) للاسف ان من يمثل العراق ويقود الرياضة و الشباب يكون بهذا المستوى من عدم المسؤولية و ٠نعم مايعانيه العراق هو من عدم المسؤولية والفساد في مجال الرياضة وكرة القدم خصوصا فلايعقل ان يبقى الاتحاد الكروي بيد شلة بعينها ومافيا طوال عقدين ورغم كل هذه المهازل والنتائج والخيبات المتكررة والاستهتار بمشاعر كل الشعب ٠دون أي تبرير ولا أي عذر لان الاتحاد وطوال هذه الفترة لايملك الا الخطابات والكلام والمؤامرات والتخدنق حتى اصبح تمثيل العراق يحسب لفلان واذا لعب فلان فيجب ان يخرج فلان وكذا المدربين وكذا الاداريين٠ اما اذا اتى مدرب اجنبي وهو بحسب المختصين الحل الوحيد للكرة العراقية فان الدنيا تقوم ولا تقعد ليخرج كل من هب ودب وعبر شاشات الفضائيات والتي لاتملك من الروح الرياضية ذرة لانها لاتنظر الى العراق وما سينجزه العراق وما يجب ان يحصل عليه من انجازات بقدر ما تحرص على ان يخرج مقدميها كل قدراتهم بالنقد والشتم والابتذال واظهار الفشل والاحباط فيما يتوزع الباقين على شاشات القنوات الخليجية والتي لاتستلذ بمثل ما تستلذ باظهار خلافات الكرة العراقية مع اقرارنا بانه ليس ذنبها بل ذنب العراقي الذي يبيع بضاعته وبنشر غسيله على حبال الاخرين ٠وقد اكون مجحفا بحق القنوات العربية ان قلت بتقصيرها فان لها الفضل بمشاهدة مباريات المنتخب فاذا بقينا على القناة العراقية فاننا لن نشاهد مبارة (الدعبل )لا ان نشاهد مباراة كرة قدم ٠كلمة يجب ان يسمعها الجميع الى من يهمه الامر ومن يحرص على العراق وسمعته فعليه ان يتدخل في امر اتحاد كرة القدم وتخليصه من هذه المافيا والاخطبوط والكابوس الذي يجثم على صدورنا لا ان يتوجه نحو البنك المركزي ٠ومن ثم الانتباه الى زيكو (بيليه الابيض )او (الامبراطور)مفجر المعجزة الكروية اليابانية وصاحب التاريخ كلاعب وكمدرب وصاحب اللمسة الواضحة على المنتخب العراقي الشبح والهزيل في اكثر من مباراة واختبار ومن فعل ما عجزت عنه حكومة ومن فشل في ان يفعل جزء منه الاتحاد عدنها سنصعد وستصل الكرة العراقية الى المونديال ٠اما بخصوص الدولة فما الذي قدمته للكرة حتى تحاسب بنى تحتية ملاعب مدارس كروية مجمعات رياضية تاهيل استقطاب خبرات٠٠٠٠ لاشيء هواء في شبك نخجل عنما نشاهد ملاعب دول الجوار واهتمامهم بكرة القدم (والرياضة عموما )اللعبة الاولى في بلادنا وهم كذلك يخجلون عندما يفوز المنتخب العراقي على تلك المنتخبات وبقهر وهذا طبيعي لما يبذلونه ويوفرونه من اهتمام ،بينما اخجل اكثر عندما تنتهي المباراة ويظهر على الشريط بان المسؤول الفلاني يهنيء الشعب العراقي بفوز اسود الرافدين ٠فاين دوركم وماذا فعلتم من اجل هذا الفوز فما زرعتم الا الخيبه وما تجنون الا خيبة كبرى في عيون اللاعبين الذين يفوزون بلا مقابل وفي قلوب وضمائر المحترقين والمشاهدين ٠اسالوا العراقيين كم سبوا وكم شتموا وكم دخنوا (سكائر ) ونفثوا دخانها من اعماقهم وكم صرخوا وكم تألموا طوال مسيرة المنتخب في هذه التصفيات وطوال فترة سيطرة فلول حسين سعيد يتيم المقبور عدي ٠٠واعيدها انظروا لها انظروا لعبة وتحلوا بالروح الرياضية ولو لمرة واحدة في حياتكم ٠