ونجد بأن تلك العبارات والمصطلحات - وأن بدت من الخارج كأنها عرض لمظلوميات معينة - لكنها بعيدة كل البعد عن الخطاب السياسي المتوازن أو التعبير الموضوعي عن المطاليب ، لأنّ لفظها يوحي بمحتواها الطائفي، الذي يعزّز الأنقسام، ويقسّم البلد إلى كانتونات طائفية، تتحكّم في مفاصل الدولة، وتُشرعن للتناحر الطائفي...!! ودول (النفط الوهابي) معجبة بنماذجها الغبيّة في التغيير والديمقراطية، فهناك نموذج دولة البحرين الطائفية ، وهناك نموذج أمارات الأستئصال الطائفي في اليمن ولبنان ، ومؤخراً أبرزت لنا نموذج دولة العهر التطهيري الطائفي في سوريا، والذي فاق حدود العقل، حتى تجاوز الإجرام الصهيوني! ولاشك بأن لبنَنَة البحرين ودفعها الى ديمقراطية (الزرقاوي ومعلمه أسامة بن لادن )ليست فكرة دول (التحالف الغربي ) ، وإنّما هو النموذج الحالي الذي تقترحه السعودية وقرينتها (دويلة قطر) للبحرين وفق الظروف الحالية، فلايمكن أن تصل هذه القوى ومن يدعمها إلى نموذج دولة (الوهابيين) للأستئصال الطائفي لأنّهم لا يملكون مقوّمات ذلك الدور، وإن كانوا يسعون إليه، لكن يبقى النموذج البحريني هو ما يمكن جرّ سوريا إليه حاليا، ولاحقاً الكويت بالتأكيد..!! فمن يشاهد ما يحدث على السّاحة من إجرام السلفيين وميليشياتهم بحقّ سوريا الوطن والشّعب، يجد تفاصيله مزيج من سلوك العصابات الأرهابية الوهابية قبلها في باكستان والعراق! أن تصريحات بعض القادة السياسيين من (الطائفيين) حول الأوضاع في العراق ، وأداعائتهم الطائفية البغيضة ، تتجاوز على أنّها مجرد تصريحات سياسية، لأن تجاوزاتها كأفراد فاقت كل حدود، وتعدت كل الخطوط الوطنية الحمراء ..!! فهي ليست تصريحات (سياسية) تلك التي تدعو فئة أو جماعة أن تستفرد بالتحكّم في االعراق، وتدعوها أن تعيد الأمور على ماكانت عليه قبل عام ٢٠٠٣...لتحرق كل معاني التعايش السلمي بين أبنائه. وفي العراق لم يعد يُجدي أستجداء فئات منحرفة سياسياً ومرتبطة بعقلية (الربيع السلفي) لأي حوار أو تفاهم، لأنّ الحوار يبقى مرهوناً بعقول تفهم وتستوعب وتقدّر موقعها في حماية الوطن من حروب طائفية ومذهبية، لا على عقول تسير بعقلية «طائفية قذرة »، لا ترعى للوطن كرامة ولا للأرواح حُرمة..!!