وما زاد قناعتي بمسؤولية صناع القرار اكتشافي عامل ثالث ممكن ان تتجاوز ضحاياه العاملين السابقين و لكن للأسف لا توجد احصائية دقيقة بعدد الضحايا وهذا العامل هو غياب مفهوم السلامة المهنية اثناء العمل، كان تشريع السلامة المهنية في العراق يعتبر الاقوى في المنطقة (التشريع رقم ٢٢ لقانون العمل ((السلامة الصحية والمهنية)) وكانت احدى بنوده تخصيص مسؤول عن السلامة المهنية لكل ٥٠ عامل ولكن للأسف جمد هذا القانون بعد عام ٢٠٠٣، وقد فوجئت خلال ندوة اقامها مركز السلامة الصناعية في بابل ان دور هذه المراكز استشاريا فقط حتى لو وجدت مخالفات وخطورة في مكان العمل؟؟؟
وكانت نتائج جولاتهم التفتيشية كارثية وهذه بعض الامثلة: وجود صهريج غاز ضخم تابع لجهة اهلية على بعد ٢كم تقريبا عن الحلة ولا يعلم العاملين فيه أي شيء عن السلامة الصناعية وحسب تقديراتهم في حالة انفجاره سيكون قطر الانفجار ٦ كلم أي سيشمل تأثيره كل مدينة الحلة تقريبا!!!
عمليات الحرق (المحارق) المتواجدة في المستشفيات خاصة تصدر غازات شديدة السمية لذا استبدلت في كل العالم بمنظومة تعقيم للنفايات الا انها ما زالت تعمل في العراق!!
عند تفتيشهم لمصانع الكيمياويات وجدوا ان العديد من مركبات الزئبق على الارض وفي مكان العمل وان اكثر العاملين تظهر عليهم اثار الاصابة بتسمم الزئبق من غير ان يعلموا ذلك(التسمم بالزئبق يؤدي الى الشلل الرعاشي)
على الرغم من ان الحد الاعلى للضوضاء المسموح بها في المصانع المغلقة ٨٠ ديسيبل ( الديسيبل وحدة قياس شدة الصوت) ويشترط ارتداء العاملين لسماعات واقية عندها الا انه في معمل نسيج الحلة ورغم تشغيل ٦٥% فقط من الآلات وصلت الضوضاء الى ١٠٢ ديسبل ولم يكن العمال يرتدون سماعات واقية!!
ان الاهمال في السلامة المهنية قد يؤدي الى الموت او الى الاعاقة والتشوه وفي اغلب هذه الحالات ولانعدام الوعي لا يعلم السبب الحقيقي للإصابة ولا نعلم لماذا لا يفعل قانون السلامة المهنية مرة ثانية هل هو اهمال لما يعانيه المواطن العراقي او هو تعمد.