وليس اللقب يرفع في مقام صاحبه, إنّما مقام الفرد في إستقامة مسلكه ومدى عطاءاته ونوعيّة إبداعاته ما يتوافق مع الخلاق الكريمة...
وكم من ألقاب تعتزّ بحامليها... وكم من ألقاب تلعن منتحليها...
وليست مقاييس الألقاب بمصادرها وزمانها ومكانها والجهات التي تمنحها وكيفيّة منحها... بل بفاعليّة إستحقاقاتها... وما الألقاب إلاّ بعض الصّفات التي نتبارى بها في حياتنا, تفضيلا لمستويات في مقاماتنا... فارغة المحتوى إن لم ولن ولا نترقّى لمستوياتها...
رسل الله وأنبيائه لم يُلقبوا بغير الصّدق والأمانة والإيمان... وأولياء الله وأئمّة الهدى وخلفاء الرّسل والأنبياء لم يحملوا من الألقاب غير الإيمان بوحدانيّة الله والحبّ لوجهه الباقي بعد فناء كلّ الأشياء... ألقابهم كانت عاطرة بممارسة فعل التّقوى في العلاقات بين العباد, والتّواصل رحمة ومودّة بالأرحام... وكلّ أبناء الأمّة من رحم واحد هو الإيمان بالله تعالى...
كتاباتي في الفنون الأدبيّة على إختلافها, ورسوماتي في الفنون التّشكيليّة على أنواعها, ونظريّاتي في علم الحروف والارقام على رغم غموضها, وإجتهاداتي في العلوم الفلكيّة على توقّعاتها, وإبتكاراتي الكثيرة رغم فراداتها... هي فقط صانعة ألقابي التي أتواضع فيها لله تعالى, وأنا المخلوق من الحمأ المسنون, الفقير لرحمة الله تعالى, لم ولن تغني الألقاب عني شيئا يوم الحساب الموعود, بين يدي الله عزّ وجلّ...
الدكتور
يوسف السعيدي