منذ الاحتلال العثماني وكانت النظرة لهم بتميز وغير مقربين من السلطه الحاكمة ولم يكن لديهم اي وجود وكذلك كان الضباط الذين يطوعهم الجيش العثماني من الطائفة الاخرى(السنية) .وبعد سقوط الدولة العثمانية وسقوط العراق بيد الاحتلال البريطاني
( ١٩١٧ _١٩٢١) ايضا عاش ابناء الجنوب الويلات نفسها فكانت تتشكل الحكومات ولم يصل الى سدة الحكم اي ابناء الجنوب واذا لم ابالغ حتى مديرا عاما لم يكن متواجدا.
وقامت ثورة العشرين التي اندلعت شرارتها من السماوة وابطالها ابناء الجنوب واخرجوا الاحتلال البريطاني وبعدها سلم البريطانيون الحكم الى الطائفة الاخرى وكأن مقدر لهم ان يكونو وقود المعركة والغنائم لهم. وفتأسست الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ .
فلايوجد ضابط كبير ولا وكيل وزارة ولا سفير ولاغيرها من المناصب المهمة في الدولة
وصولا الى الجمهورية التي لم تدم طويلا .
الا ان جاء حزب البعث للسلطة فاصبحت الويلات مضاعفة والمظالم متزايدة فمن ياتي من الجنوب لا يقبل في القوة الجوية كضابط وهذه حدثت في مدينتي لشخص خريج علمي وبمعدل يقبله كلية الطب فابعد لانه من الناصرية .وصولا الى التعليم العالي الذي كان محتكرا لهم حتى سميت الوزراة بوزارة (التعليم العاني والبحث الراوي).ناهيك عن كثير من مفاصل ومستويات الدولة لامجال لذكرها غير التعذيب والسجون والقتل والبطش بغير وجه حق.
وبعد سقوط الصنم في ٢٠٠٣ فقد استبشرنا خيرا بالتغيير وازاحة الطغمة السوداء من حكم العراق .وبدأت العملية السياسية وتشكلت الحكومة المؤقته .
وجاءت انتخابات ٢٠٠٥ وشهدت وصول اول رئيس وزراء شيعي اسلامي في تاريخ العراق الحديث فقد استبشرنا خير وتسلم نصف وزراء الحكومة من الائتلاف العراقي الموحد انذاك واغلب المناصب الامنية والسيادية والتمثيل الدبلوماسي كذلك .
ولاننكر انها حالة ايجابية وتغيرت الكثير من الموازين وكذلك الوضع المعاشي ودخل الفرد ارتفع كثير والقدرة الشرائية وغيرها الكثير الكثير.
لكن وبعد دورة حكومية والان نصف دورة نمضيها معا لايزال الحال هو الحال في كثير من الامور والقطاعات فلازالت الكهرباء متردية والخدمات متردية من مجاري وطرق ونقل وغيرها .وهي تعود لعدة اسباب منها الفساد المستشري والشركات الفتية .
وهناك سبب مهم وهو (المركزية) والبيروقراطية الحاكمة وهي ان كل شيئ بيد المركز اذا اردت مد مجاري او تبليط شارع او بناء مدرسة او انشاء مستشفى وغيرها الكثير لا تسطيع الا ان يوقع لك المسؤول الجالس في بغداد وهو لم يعرف ان تقع تلك المنطقة او ذلك الشارع .
فنحن اليوم نعيش مظلومية كبيرة هي ان الاموال موجودة والسلطة موجودة لكن الحال بزخات مطر يغلق الشارع وتنطفئ الكهرباء وتطفح المجاري .
فلماذا كردستان مزدهرة وتعيش حالة خدمية جيدة من توفر الكهرباء بمعدل ٢٤ وخدمات بلدية .وكذلك فرص عمل متوفرة بفضل الصلاحيات التي يملكونها وعدم تعلقهم بالمركز ومزاج المسؤول في بغداد.
واحدة من بنود الدستورالذي صوت عليه الشعب هي (ان جميع العراقيين متساويين بالحقوق والواجبات) فهذا اول بند لم يطبق فكيف يعطى الحق لابن كردستان ان يدير كل اموره لوحده وله ثلاث سلطات مستقله وايضا يدير ثروته النفطية وبعثاتة الدراسية وامنه .
وابن الجنوب لايجد فرصه عمل مناسبه له بعد تخرجه الا في الداخلية او الدفاع ان وجدت ؟ وايضا لا يحق له ان ينشئ مستشفى او مدسة او يبلط شارع الا بموافقة المركز!!!!
فهذا حال الجنوب اليوم وهو يعاني الآمرين والحلول معروفة ومعطلة فلماذا لا تعطوا على الاقل نصف صلاحيات اقليم كردستان للمحافطات اذا كنتم تخشون الفيدرالية وتسموها بالانفصال ؟؟ من اجل ان نتساوى قليلا فيما بيننا .