قيل " اذا عرف السبب بطل العجب" وربما هذا الوصف يصدق على وسائل الاعلام البعثية التي اتشحت بالسواد في ايام محرم الحرام بالاخص ليلة ويوم عاشوراء ومنها بلا ادنى شك قناتي الشرقية والبغدادية اللتين كانتا ملكيتين اكثر من الملك نفسه كما يقال ,ولعل الاهداف من وراء ذلك تحتاج الى شرح وبيان وتفصيل فهاتان القناتان كانتا من اشد المتحمسين لاسقاط العملية السياسية في العراق لاسباب معروفة ترتبط بالجهات التي تدعم وتمول نشاطهمها المشبوه والاشخاص الذين يديرون هذا النشاط فالشرقية التي يديرها سعد البزاز معروفة النوايا والتوجهات وهذا الطائفي القذر معروف بعدائه الكبير لكل ما يمت للتشيع بصلة لذلك دأب عبر هذه القناة وغيرها من وسائل الصحافة والاعلام الصفراء التي يمتلكها المدعومة من حكومات خليجية ومخابرات دولية على تقويض الامن والاستقرار بكل ما اؤتي من قوة طمعا في تغيير معادلة الاكثرية الراسخة حيث لعبت قناته الصفراء هذه دورا خطيرا وسلبيا في التأثير على قناعات المواطن العراقي مستغلة حالة الحرمان والعوز التي لم تعالجها الحكومة عبر برامج مدروسة وما اكثرها والدور ذاته قامت به البغدادية بصورة اخف نوعا ما وهي تنطلق في نهجها هذا من نفس الخلفيات. فالقائم عليها هو عون حسين الخشلوك البعثي المعروف ذو الميول العروبية وان كانت خلفية عائلته وعشيرته وانتمائتها شيعية لكن هذا لم يمنعه من مواصلة عمالته وذوبانه في مشروع اعادة العراق الى سابق العهد وزمن الويلات . المهم ان الاتشاح بالسواد واظهار شعارات نهضة الامام الحسين المباركة وتخصيص مساحات واسعة من البث والنقل المباشر من كربلاء المقدسة له اهدافه التي يأتي في مقدمتها خوض معركة الانتخابات القادمة وتحسين الصورة في الاوساط الشيعية وكسب ودها وهو امر مطلوب يأتي ضمن خطة اكبر اعدت في عواصم عربية وغرفاجهزة المخابرات الاقليمية وهاهي تنفذ فبعد اجتماعات عمان الاردنية وزيارات مسؤوليين قطريين وسعوديين لمنزل البعثي خميس الخنجر عضو الارتباط بين قوى البعث وبعض المناوئين للمشروع الشيعي في العراق وحكام الخليج الممولين الرئيسيين لاسقاط هذا المشروع عبر اشاعة الفوضى واسقاط الاحزاب والتيارات الشيعية في وسط وجنوب العراق لان هذه القوى تجد ان استمرار هيمنة هذه التيارات والاحزاب سيؤدي الى الاستقرار عاجلا او اجلا مع عدم وجود شخصيات في الطرف الاخر يعتمد عليها لاحداث التوازن فبعد سقوط الهاشمي المدوي وزوال تاثير علاوي بمقدار الكبير وعجز المطلك عن احداث الضجة المرجوة وتقهقهر مشروع اقليم السنة وفشل بعض القوى الاسلاموية الاخوانية وضعف السنة في العراق بشكل عام اتجهت النية لبدء صفحة جديدة من التخطيط والعمل تبدأ بكسب الشارع الشيعي او اجزاء منه وتنتهي باسقاط العملية السياسية في العراق عبر استنساخ مشروع قطر والسعودية في سوريا وتصديره الى العراق ولعل تزامن هذا التخطيط مع ايام محرم الحرام اعطى زخما له وعجل في تنفيذ مراحله الاولى عبر هذا البث والتركيز على القضية الحسينية والجانب الشعائري فهذه القنوات ارسلت موفدين وكوادر عمل متكاملة بعد ان كانت تكتفي بجزئيات بسيطة عن المناسبة العاشورائية والا فكيف لقناة دابت عى اثارة الفتن والحديث بلغة بعثية فجة فيها حنين الى الماضي واساليبه الاجرامية وشخوصه ان تكون بهذا الاهتمام الغريب لقضية تهم اغلبية الشعب العراقي حتى انها في العام الماضي كانت تغطي الحدث الحسيني بشكل مجتزىء مستعينة بصور قديمة تعود لمرحلة ما قبل ٢٠٠٣ وبشكل مقصود لتقول للعالم ان المراقد الدينية بما فيها مرقد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام لم يتلقى الاهتمام الكافي رغم صرف مليارات الدنانير بل انها كانت تطالعنا بعواجل موهومة عن نقص الخدمات وتمكن جماعات الارهاب من قتل الزائرين وترويعهم ممارسة بذلك دور من يريد ارعاب الزائرين في بغداد والمحافظات وحتى من خارج البلاد ومنعهم من التوجه الى الزيارة وغير ذلك من الجزئيات فكيف انقلب الامر وصارت الشرقية والذنب الخبيث البغدادية بهذا الكرم والولاء لتواكب الحدث الحسيني بهذا الشكل . اننا في الوقت الذي نحذر فيه من اساليب هذه القنوات المأجورة وخطرها القادم على ابناء شعبنا ومشروعنا السياسي نؤكد ان مثل هذه المحاولات المشبوهة لكسب ود الضحايا ستفشل لسبب بسيط هو "ان من لبس الزيتوني في الامس القريب وساهم في قتل وتهجير وتشريد احباب الحسين عليه السلام لن ينال مبتغاه لان هذا المبتغى الخبيث لن يمر عبر بوابة الحسين وان اجتهد اهل الباطل وحاولوا تصوير الامر وتسويقه بشكل قريب الى نفوس العامة فحبل الكذب قصير وسيرتكب متصنعي الحزن والبكاء على مصيبة الحسين عليه السلام حماقة كالتي يرتكبونها كل يوم بحق شعبنا عند ذاك ستنكشف وجوههم الكالحة وتظهر نواياهم التي نجزم بأنها نوايا خبيثة فاليد التي تصافح الغادر حمد ال ثاني والسفاحين من ال سعود ودهاقنة الوهابية والقتلة امثال الضاري وخميس الخنجر ستقصر وتشل وكذلك الاصوات النشاز التي نسمعها اليوم تمجد بالطف ورجالاته بعد ان مجدت طواغيت ال امية وامتدادهم من نواصب الخليج. ان هذه الاصوات النشاز التي مللنا من سماع اكاذيبها لا يمكن ان تتوب وتنقلب بين ليلة وضحاها وتعلن الولاء للحسين عليه السلام لانها تبحث عن الثمن ولاتعطي طوعا وتسبح عكس تيار مموليها ان لم يكن هناك هدف مبيت يدعوها لدس راسها في التراب وتحين الفرصة لنفث سمومها مع هذا فهي ستفشل و لن تنال مرادها وان اراد من يقفون ورائها القفز من شباك الحسين للاستيلاء على عقول وقلوب الجماهير الحسينية العريضة, فهم واهمون وواهمون جدا .