وكشف التقرير الثامن لعام ٢٠١٢ بخصوص الدول الفاشلة الذي أصدرته مجلة السياسة الخارجية «Foreign Policy» بالتعاون مع صندوق السلام، أن العراق جاء في المركز التاسع على مستوى العالم ، ويشير التقرير الى ان العراق سيضاف الى القائمة الرمادية في الدول الفاشلة وسوف يعطى مهلة ومن ثم يضاف الى القائمة السوداء ،و الفشل ليس في السياسية وانما في الاقتصاد ايضاً،فدولة غنية بالنفط وميزانيتها تصل الى ١١٧ مليار دينار ومازالت البنى التحتية وقطاعات الصحة والتعليم تعاني من عجز كبير فكيف لا تكون دولة فاشلة.ونسبة البطالة وصلت في العراق اكثر من ٣٥% وخاصة بين فئة الشباب ومن كلا الجنسين اذا نحن في العراق وبسبب غياب التخطيط الاقتصادي من قبل الحكومة احتلينا هذا المركز بين الدول الفاشلة في العالم.
ولابد من الاشارة الى ان العراق ليس الوحيد بين الدول التي تعاني من آفة الفساد، ولكن ماينفرد به العراق هو ان الفساد ينخر هيكله الاداري والاقتصادي والمالي من القمة الى القاعدة، والفاسدون يتحركون بحرية دون وازع اخلاقي او وطني...وما تتميز به العراق انه لا يوجد تعاقد على صفقة تجارية ولامشروع استثماري ولابناء مدرسة ولاصفقة سلاح ولا اكساء طريق ولافتح قنال ولاشراء ان لم تلحقه فضيحة فساد وسرقة وتشكيل لجان تحقيقية.
المشكلة الاكبر التي تمر بها البلاد إنما تأتي من ضعف المفاصل الإدارية للدولة بكافة مستوياتها، التي تصبح أكثر سوءا مع النزول إلى المستويات الأدنى في الهرم الإداري. والذي جعل من الصعب على المشاريع التنموية أن تنجز خلال أوقات معقولة، إن كان لها أن تنجز على الإطلاق. مما اجدت بيئة غير جاذبة للاستثمار الأجنبي، وهبّطت من قدرات الاستثمار المحلي. ولكن يبدو أن ما من قدرة سياسية أو تشريعية على تجاوز هذا الروتين عن طريق إعادة النظر في النظم واللوائح والتعليمات والقوانين المرتجلة التي صدرت عن أركان النظام السابق وكان المقصود منها وضع المزيد من العوائق أمام الشعب وجعل حياته أصعب ضمن نهج سياسي موجه لمنع الأفراد والحركات السياسية من الانتفاضة والثورة على هذا النظام.
المجتمع العراقي اليوم يعاني من الفقر وتفشي الامراض وكثرة البطالة وتدني الواقع الخدمي في العراق وفشل المشاريع الخدمية التي انفق عليها اموال طائلة من ميزانية الدولة ونحن نعيش اجواء برد الشتاء وغرق الشوارع من مياه الامطار .
مع كل هذه الخيرات الموجودة في العراق الحبيب التي تكاد لاتُعد ولا تُحصى ... فأن اهله يعانون هذه المآسي والويلات ... نتيجة عدم اهتمام الحكومة بشعبها مما ادى الى انتشار الاوبئه والأمراض السرطانية نتيجة قلة وانعدام الاهتمام بتنقية مياه الشرب في العراق .
يوماً بعد يوم تنكشف خفايا وحقائق تبين حجم الفساد والأهمال الذي تعاني منه الحكومة العراقية فالنقص الحاد او انعدام جميع الخدمات المقدمة للمواطنين هي الصفة السائدة التي تتمتع بها الحكومات المتعاقبة والتي اضحت غير قادرة على التماشي مع متطلبات الشعب العراقي .