الناطق باسم الحكومة العراقية مثلما عرفناه وتابعناه ، كان من اول الوجوه التي طالعتنا بعد التغيير كخبير وناطق باسم المرجعية الدينية , هكذا عرفناه وشاهدنا كيف ترتسم على وجهه وتحيط بشخصيته هاله من خلال العنوان الذي يتخذه ولاحظنا كيف ان الكلمات تنساب منه بالدقة والوضوح بلا زيادة ولا نقصان ،ثم تقلبت الادوار ودخل صراع الانتخابات وميدان السياسة فصار نائبا ثم اسس كتلة الكوادر والنخب وكان في الانتخابات الثانية يمثل موجة الاصلاح والتغيير التي سادت في ذلك السباق المحموم, ولم يخف او يبق أي سهم في جعبته الا رماه وحاز على صوت او مقعد وثارت ثائرته على المالكي رئيسا الحكومة ولم يبق له مكان ولم يدخر جهد حتى تكلم به عن المالكي وعن الحكومة وعن اخفاقاتها وشيئا فشيئا فان الغلبة للصوت العالي واصحاب القدرات العجيبة وجدنا الدباغ مستشارا للمالكي وفي مرحلة اخرى هو وزير او ناطق باسم الحكومة وخلال هذين المنصبين لمع اسم الدباغ وتضخم حجمه حتى انه ظهر في اكثر من قطاع واختصاص ٠
لعل تجربته مع الاتحاد العراقي لكرة القدم وكيف تصرف وماذا حصل من امور بقت سرية وغامضة وغير مفهومة خاصة وان الامور لم تتغير ولم ياتي الدباغ ولا حكومته بشيء ذا قيمة وبقت الكرة العراقية تحت سيطرة ورحمة اتحاد حسين سعيد ونفوذ البعث ومافياالانتهازية الا انها دخلت تحت خيمة المالكي الافتراضية والوهمية بواسطة الفزاعة ناجح حمود ٠
ما اثاره الدباغ في تلك الفترة اظهر بان الرجل ذو قدرات قد تكون محدودة وقد تكون متضخمة او قد تكون اكبر من استيعاب الاخرين وطاقاتهم وفي كل الاحوال فانها لم تفد في شيء فهو لايستطيع الا ان يكون داخل هذه المنظومة الانوية وعالم الانا الذي اعاد واخر العراق طوال مراحل الدولة العراقية الحديثة ربما كنت قاسيا بهذا الطرح وربما يراني البعض متحاملا او موتور او مدفوع من قبل جهة او او او سيل من التهم او النقد الذي ينتظره كل من ينبه الى واقع سيء او خطا واقعي ولست اعني واركز على شخص الدكتور علي الدباغ لكن مسيرته السياسية وتجربته وما حدث يحتاج الى اكثر من استفسار واكثر من شرح وتبيان منه شخصيا ٠
اذا ولنقل ان الدكتور الدباغ ركب الموجة المالكية وسار خلفه وبنفس طريقة الدعاة وكيفية ادارتهم للوزارات وللمناصب وامور البلاد والعباد كرجال دولة او قادة بلد ،حكومة ونهج واسلوب تصيح وتضج وتفوح منها رائحة الانا الضيقة والمخجلة ٠
لكن هذا لايبرر كثير من تصرفات الدكتور الدباغ فهو وللمتتبع كان يظهر على انه من اكثر الوزراء جراة ومصداقية وقوة وان له رايه الخاص والراجح في كل الامور التي تصدى لها كونه الناطق باسم الحكومة فعليه ان لايتكلم جزافا وعليه ان ينطق الا بما تريده الحكومة ومافعلته حقا لا ترويجا ولا تصنعا ولا فبركة كلام دقيق وواضح ومختصر ومفهوم لاانشائي لا خطابي فالكلام المفترض ان يدلي به الدكتور الدباغ هو تقريري وعلمي بعيدا عن المزاجية والنوايا يتعلق بالظاه لاالبواطن بما موجود فعلا على الارض لا في الخيال ٠
هكذا راينا الدكتور علي الدباغ في اكثر من تصريح ان لم نقل عشرات التصريحات والكلمات المتلفزة وعلى وسائل الاعلام المختلفة فكان يدخل في معمعات ومتاهات واحراجات والحقيقة تقال كان مدافعا منافحا مضاربا عن توجهات رئيس الحكومة ولم يكتف بذلك بل تعداه لان يكون لسانا للمالكي وكتلته وحزبه اكثر منه للحكومة ومجلس الوزراء ٠
فبهذا القدر نريده ان يكون مدافعا عن نفسه ومبعدا عن ذاته وتاريخه الطويل كل الشبهات وكل التهم وان لايكون عاجزا عن الدفاع عن شخصيته التي جرحت بالصميم ونال منها مانال الخصوم ٠
عذرا يا دكتور ان كنت صالحا فلنفسك وان كنت مجاهدا معارضا مخلصا صاحب تاريخ لايستطيع مثلي ان يناقشك فيه او ان ينال منه هامزه لكن يا سيدي هل تركك الدعاة والقى بك المالكي في فوهة المدفع الروسي فاظهر اسمك بالعنوان العريض في فساد صفقة الاسلحة الروسية وبمجرد ان يقترن اسمك وشخصك فهذا يعني الكثير خاصة وان زميلك الشاهبندر والمالكي الصغير احمد باتا في عداد المفروق منهما في هذه الفضيحة٠٠٠ الا يحق لنا نحن كشعب عراقي ان يسمع منك كلمة الا يحق لنا ان يخرج علينا الدباغ بكل الاسماء والعناوين والواجهات المحلية والواجهات الخفية ان كنت لاتريد فمن حقنا عليك حتى لاياتي اسمك سهوا او خارج صلاحياتك ويفترض ان تكون ناطق باسم حكومتنا لاحكومة( س او ص )او أي عنوان اخر ٠
وهل نقول بان جميع الامور التي يتحدث عنها الاعلام والوزراء والكتل السياسية واولهم دولة القانون ورئيس الوزراء من ملفات وفساد وخروقات تعاملت معها بنفس الطريقة فكيف تؤدي عملك وكيف تؤدي واجبك ٠
عذرا ياسيدي الدباغ لن اكون عليك قاسيا فاما ان تكون او لاتكون فالتاريخ لايرحم ويحكم بالظاهر فاخرج لنا البواطن كعادتك عرفناك جريئا وصاحب قدرات مختلفة وصاحب لسان ولغة ورؤيا ثاقبة لذا نطالبك بالدفاع عن نفسك نطالبك باظهار الحقيقة نريدك ناطقا بالحق لاساكتا وهل يفيد السكوت او ينفع بعد تشويه السمعة ،عذرا ان كنت جرحت مشاعرك لكني عراقي جنوبي متالم اكثر منكم وغاضب حد الفوران ومنكسر حد الاذلال فلن اسكت فبالتصرفات اللامسؤولة والمزايدات والتصريحات والمؤتمرات الصحفية التي تملا الشاشات وبتضارب التصريحات من قبل الوزراء والحكومة واختلاط الحابل بالنابل ضاع منصبكم وفرغ من محتواه وتاهت شخصيتكم المعنوية والان بوصول اسمكم الى هذا الحد فيحتاج العراق واين العراق منك ان تنطقوا اخيرا ولو بكلمةوتظهر لنا من اكل وابتلع العنز الروسي ايها الدباغ ٠