الامور الخطيرة التي تمر بها شعوبنا العربية بسبب مايسمى (بالثورات الربيعية) على الحكام العتاة المتجبرين,أصبحنا كل يوم نكتشف أمورا لم تكن بالحسبان ,فالثورات التي بنيت عليها الآمال في التحرر من الظلم والديكتاتوريات البغيضة أصبحت الآن في آيادي الظلامية السلفية ,فقد سرقتها وأصبحت هي من تقرر وهي من ترفع الشعارات التحررية على أساس إنها هي من سعت لتحرير شعوبهامن حكامهم!! ,لكننا لم ولن ننسى إنهم هم من كانوا وعاظا مادحين مقبلين آياديهم راكعين ساجدين لهم كما كان أسلافهم طيلة سني حياة المسلمين عبر القرون!! , والآن نراهم يباركون عيانا الدعم الغربي والامريكي والاسرائيلي ليلعبوا دورا مهما في عملية التغيير في الوضع العربي كل حسب مصالحه,جازمين أنهم يدعمون ثورات الشعوب التي تسمى بالربيع العربي!!, غير ملتفتين (بل ملتفتين)!! وغير عابهين الى إن إسرائيل تتربص الاوضاع بدقة لتشعل المنطقة تحت نار هادئة الى أن تستوي حد الغليان الشعبي وهو مايسمى (بالفوضى الخلاقة) لتستغل أي هفوة تحدث فتجيرها لصالحها, وقد يرى البعض أن إسرائيل تبدو الخشية من هذا الربيع , ولكن في الواقع إنكشف للكثير إنه ربيع إسرائيلي باحتراف !!.
والآن أصبحت أمريكا تعول على إنتصار الثورات في مصر وسوريا وليبيا بقيادة الاخوان المسملين أو المتأسلمين أوالسلفيين, لانه بدأ في الظاهر من انتصارهم ضمان لامن إسرائيل, وضمان للامن الاقتصادي الامريكي, وضمان لاشعال المنطقة بسيل من الجرائم والفوضى والاحداث غير المبررة,وهذا ديدن النهج الذي سوف تسلكه هذه التنظيمات المعروفة بجرائمها وتطرفها ,لتحرف المنطقة عن قضاياها المركزية وتشتيت الاهداف خدمة لاسرائيل والمخططات الامريكية على حساب مصالح الامة الاسلامية وقوتها .
والبرهنة على كل مانقوله هو ماشاهده الجميع من الصراع مؤخرا بين الفلسطينين واسرائيل ,والتجاوز الاسرائيلي الوقح على الشعب الفلسطيني ,في وقت لم نسمع من الذين يفحموننا دائما بصرخات حناجرهم المبحوحة بألسنة طوال, ويقحمون أنفسهم بتصريحات رنانة ممزوجة بخنوع وخشوع لحاكميهم,لم نسمعهم يدلون بتصريحات ضد الهجمة الاسرائيلية على إخوتهم الفلسطينيين.. لماذا؟
لان هذه المرة بدل من أن تحقق اسرائيل اهدافها بقصفها الفلسطينيين الآمنين وتفرض عليهم شروطا قاسية ,إنقلبت الصورة للمرة الثانية على إسرائيل بسبب تلقين الفسطينيين لهم دروسا قاسية لن ينسوها, فانقلبت موازين حساباتهم بالسيطرة على الامة الاسلامية لتكون إسرائيل على مر العصور ذلك البعبع الذي لايقهر(والذي أخاف العرب جميعا) الى فرض الامر الواقع عليها من قبل المقاومتين اللبنانية والفلسطينية,وبالتالي التحكم بالشروط وزمام الامور.
فالفلسطينيون بهذه الجولة لقنوا إسرائيل دروسا في الصمود والاستشهاد والبطولة حيث لاول مرة تدك الصواريخ المصنوعة في إيران المستوطنات الاسرائيلية والقدس وتل أبيب على أيديهم الصامده ومواقفهم الصلبة,وبهذا فقد سُحِبَ البساطُ من تحت أرجل العرب المرعوبين المستسلمين طيلة حياتهم لإسرائيل , بعد أن رفعوا عقيرتهم بانهم رواد التحرير من الانظمة الحاكمة.
فأين هم الآن من صرخات الاطفال اليتامى والأرامل والكم الهائل من الشهداء الذين سقطوا وذابوا تحت محرقة الصواريخ الاسرائيلية المدعومة من أمريكا وحلفاء إسرائيل الذين يدعمون مايسمى بثورات الربيع العربي؟,أين القرضاوي صاحب الرأس الخاوي؟ وأين أصحاب اللحى الطويلة وأين فتاوي الوهابية في السعودية الجهادية؟,وأين الذين يكفرون الرافضة ليل نهار ومشغولين بفتاوي الجنس ورضاعة الكبير وغيرها من فتاوي الاغراء؟ ,هؤلاء الذين يسمون بعلماء الامة وحكمائها,الى الآن لم يخرجوا لنا بتصريح أو تلميع فأصبحت أصواتهم عورة!!!, فسكتوا.... والسكوت لهم أحمدُ....وندعوا الله أن يكون سرمدا.
جاسم الأسدي