وانما حديثنا يختصر على دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لهذه الوزارة وما تعانيه هذه الدار من نقص في الملاك الخدمي والملاكات الحيوية الاخرى بسبب التمويل الذاتي حتى ألت الظروف بموظفي هذه الدار العاملين بالأجر اليومي ترك العمل وصدق او لا تصدق ان هذه الشريحة الاجتماعية العاملة كان سبب انقطاعها عن الدوام في هذه الدار هو عدم تقاضيهم رواتب شهرية ولمدة شهور وكلنا يعلم ان اكثر هولاء المستخدمين اصحاب عوائل والشيء المؤلم ان هذه الدار هي واجهة من واجهات العراق الثقافية الابداعية الفاعلة بما تقدمه من نشاطات ثقافية ذات المنتج الابداعي الحضاري المتجدد ابتداءاً من اصدارات لكتاب عراقين منهم القدماء ومنهم المعاصرين ولعدد من الادباء العراقيين المغتربين التي تم جلب انتاجاتهم من قبل الدكتور الشاعر نوفل ابو رغيف ولها ايضاً انجازات اخرى عديدة منها خمسة مجلات ثقافية واكثر من ثلاثون سلسلة اصدارات في جميع الأختصاصات الفكرية والعلمية والادبية، وفي شهر نيسان المقبل لديها معرض بغداد الدولي الثاني للكتاب، الذي سيعقد ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام ٢٠١٣م ولانهاء هذه المعانات التقى السيد مدير عام دار الشؤون الثقافية الدكتور نوفل ابو رغيف مع لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية لطرح هذه المشكلة امام مسؤولية هذه اللجنة وذلك سعياً منه لأيجاد الحلول الناجحة لها. برعم من ان رئيس البرلمان العراقي السيد اسامة النجيفي قد اوعد منذ عام بطرح هذه المشكلة امام البرلمان ولكن لم نرى ولم نسمع منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا صدى يذكر لهذه المشكلة من قبل السيد رئيس برلمان العراقي ولا حتى من بقية السادة البرلمان فبعد اطالت أمد الانتظار نتمنا من الحكومة ان تفكر في حل هذه المعانات الوظيفة ذات الابعاد الانسانية بجد لأنها اصبحت داء يعاني منه الكثير من العاملين في جل دوائر الدولة المموله ذاتياً وليس فقط دار الشؤون الثقافية العامة هي وحدها المصاب بهذا الداء الوظيفي العجيب والمسمى بالتمويل الذاتي التي انجبته مخاضات قوانين النظام المباد الا مسؤوله. وبما اننا نعيش اليوم في عراق ما بعد التغير عراق يسعى لبناء حياة مدنية أفضل اساسها المواطن واركانها العدل والمساواة والعيش الرغيد وفي الواقع ان في اكثر دول العالم قد أمست مثل هكذا أجراءات وظيفية عقيمة ومرفوضة قبال عصر نت القوانين الأدارية ذات المائز الوظيفي الحديث فتلك الأجراءات بتاكيد تضر بالعملية السياسية والحياة المدنية التي نطمح جميعاً ان نرقى اليها في عراقنا الجديد.