وبعد السقوط كان الشيعة والكورد هم الركيزة الاساسية في بناء الدولة العراقية الجديده وعلى اسس العدل والانصاف بين كل مكونات الشعب العراقي،وقد مرت العملية السياسية بمنعطقات خطيرة كادت تؤدي بها لولا قوة التحالف بين المكونين،ولحاجة المرحلة الى وضع اسس ثابته لهذا التحالف كي يقف بقوة بوجه الهزات التي تتعرض لها العملية السياسية بين الحين والاخر، لتأثير الاقليم العروبي المجاور وبعض الشركاء ممن لازالو يستنشقوا عطر البعث الصدامي النتن، وجهل البعض الاخر تم اطلاق التحالف الرباعي بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة والحزبين الكورديين،واستطاع هذا التحالف بالفعل انقاذ العملية السياسية والحكومة من سقطات كبيرة ولعل انسحاب جبهة التوافق والتيار الصدري من الحكومة في دورة السيد المالكي السابقة كانت اخطر ماواجه العملية في حينها لكن انقذها التحالف المشار اليه،الا ان هذا التحالف سرعان ماخفت بريقه بسبب تحرك القوى الاقليمية وبعض اذنابها بالعملية السياسية ضده وقصر نظر البعض ،فالاتحاد الكوردستاني ممثل برئيسه السيد مسعود البارزاني تصاعدت لديه احلام الدولة الكوردية المستحيلة التحقق بسبب الظروف الداخلية والاقليمية والدولية في هذه المرحلة،هذه الظروف التي غابت عن السيد البارزاني فذهب بعيدا بأحلامة التي ابرزت لديه شراهه لابتلاع اراضي مجاورة لاقليم كردستان وذهب بعيدا ليتجاوز على صلاحيات ليس من اختصاصه كرئيس لاقليم تابع لدولة اتحادية فقام بتوقيع عقود نفطية وفتح قنصليات والقيام بزيارات رسمية لدول خارجية وعقد مفاوضات مع دول اخرى ،وكأنه دولة مستقلة،ناهيك عن منع ممارسة الحكومة الاتحادية لسلطاتهاالامنية والاقتصادية في الاقليم،وايضا سكوت او تغاضي الحكومة الاتحادية عن تصرفات السيد البارزاني منذ البداية لاسباب بعضها شرعية واخرى غير شرعية كانت الصفقات والمساومات عنوان رئيس لها،فضلا على التلويح بالقوة والتهديد ومن خلال وسائل الاعلام الامر الذي زاد من نفوذ البارزاني المتراجع في اوساط الشعب الكوردي واحراج الاصوات الواقعية والمتعقله والرافضة لاساليب البارزاني تلك امام الشعب الكوردي الذي صور له البارزاني ووسائل اعلامه الامور على غير حقيقتها،وعزف على وتر انفال الامس والاجتياح العسكري الصدامي الذي كان السيد البارزاني جزء منه في اخر جوله،اما قطبي التحالف الاخرين فهما المجلس الاعلى الذي يصارع سياسة الصفقات والمساومات من جانب ومن جانب اخر يقاوم رغبة شركائه الجامحة بجعله تابع لاشريك،واتباعه للوسطية جعل البعض يعيب عليه ضبابية موقفه لا بل الى الايحاء بانه الى جانب الطرف الكوردي على حساب مصالح البلد العليا،وايضا ساهم ابتعاد المجلس الاعلى عن التصريحات الاعلامية والدعوة للحوار المباشر والهاديء في التحريض ضده من قبل البعض واتهامه بتهم لااساس لها،اما الاتحاد الوطني فهو الاخر يعيش ظرف شبيه بظرف المجلس الاعلى ففي كردستان تدق طبول الحرب والتخويف من الغزو القادم لكوردستان من قبل قوات دجلة،ومع ارتكاز الصقر الكوردي على اتفاقات ثنائية مع الحكومة المركزية لم تنفذ وجد الاتحاد الوطني نفسه في موقف لايحسد عليه فالدعوة للحوار لم تلقى اذن صاغية من اطراف النزاع والتصريحات ضد الكورد تتوالى من بغداد،والاجواء في كردستان مشحونه ضد المركز،لذا لجأ الاتحاد الوطني الى اطلاق تصريحات خجوله تنتقد تصرفات رئيس الحكومة وتجنبت الاشارة لتجاوزات البارزاني ربما بسبب الاجواء التي تسود اقليم كردستان،رغم قناعة واعلان الاتحاد الوطني في الجلسات الثنائية رفضه لما يقوم به البارزاني ،لكن سكوت الحكومة عن هذا الاعمال فترات طويلة جعلها واقع حال في العقل الكوردي الشعبي ولايمكن ان ينتقدها الاتحاد الوطني علانيه،ومن هذا كله نستطيع ان نخلص الى حقيقة لايمكن التجاوز عليها وهي اعادة التحالف الرباعي الى الحياة وعقد جلسات حوار تفتح جميع الملفات ووفق الدستور بين اطراف هذا التحالف،ووضع توقيتات زمنية ملزمة لكل الاطراف لتنفيذ هذه الاتفاقات والتي نص على بعضها الدستور هو الحل الانجع كي تستمر مسيرة العراق موحد ويستطيع البلد ان ينهض والا ستستمر الازمات وتتفاقم ولن يحقق اي طرف مبتغاه....