اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، انا مسلم ومازلت وسابقى ، ولكن العنوان مصداق لحادثة وقعت معي قبل ايام ، لي زميل عمل من ابناء السنة ، هو طيب ومحترم لكنه لا يستطيع ان ينسى انني شيعي وهو سني ، فيستثمر اي فرصة للتهكم او التهجم ولكن بطرق مؤدبة وانيقة ، لم اكن اعيره اهمية لانشغالي او لانني احيانا اتحاشا الجدال في هكذا امور ، مرة كنا جالسين كعادتنا نعمل ، بدأ كعادته بارسال العبارات التهكمية ، وختمها بان الشيعة مشركون وسوف نصلى حر النار ، التفت اليه ولم اكلمه ، لكنه تمادى واستمر في تهجمه ، بعدها خيم الصمت على الغرفة ، ودخل شخص لا اعرفه يسأل عن احد الزملاء ، فقلت له تجده في الغرفة المجاورة ، هو شاب بشرته بيضاء يشبه الله كثيرا ، استغرب الشخص من وصفي هذا لكنه ذهب الى الغرفة المجاورة ، واما زميلي السني فقد انتفض وثارت ثائرته وقال: انتم كفره انتم مشركون ، حينها ضحكت وضحكت ، وواصلت الضحك وهو منتفض لا يكاد يرى طريقه من شدة الغضب ، حينها سكت قليلا ثم قلت له ، عجيب امركم ، ماهذه الازدواجية وكيف تنظرون الى الامور ، انتم تقولون ان الله يتجلى على هيئة شاب امرد ، اي انه يشبه شابا امرد ، فلم لا يكون هذا الشاب شبيها لله ؟
التناقض في الحكم على الامور موجود وبكثرة هذه الايام على طريقة زميلي هذا ، فقبل ايام رفض المالكي مرشح المجلس الاعلى محمد ربيعي لمنصب امين بغداد ، رغم انه ليس من كوادر المجلس ، هو مرشحهم فقط وقد رفض لانه غير مناسب او غير كفوء او ربما غير نزيه ، وهذه اسباب ان وجدت تكون كافية لرفضه ولكن السؤال الاكبر هو ، لماذا رفضتم الربيعي وهو بعد لم يمارس عمله ولم يتسنم منصب الامين وتوقعتم او تنءأتم بانه غير نزيه في الوقت الذي يوجد هناك من هو (حرامي ) بالفعل والقوة في حكومتكم الموقرة ، يوجد هناك من هو سارق وفاسد وقد تحدث عنه الجميع وقال عنه ما قال وفضحته الحكومة الروسية بصفقة الاسلحة ، ولكن لم تتخذ بحقه اية اجراءات ، لم يتعرض للمسائلة ولم يحاسب ، لماذا هذه الازدواجية في تشخيص الامور والتعامل معها ؟، لماذا لا يحاسب السارق والفاسد في حين يحكم على شخص لم يخضع للتجربة وليست هناك مؤشرات على تورطه بالرفض ؟ اعتقد ان المشكلة ليست في الربيعي شخصيا ولو انه كان مرشح لكتلة اخرى غير المجلس الاعلى لتم قبوله ولكن هكذا تتم الامور في دولة يغلب عليها طابع المصالح الشخصية وتغيب فيها المصالح العامة .