اما السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) فأنه لم يشترك في تأسيس حزب الدعوة لاعن قريب و لاعن بعيد ثم انه لم يثبت لدينا بالدليل القطعي انه من المؤسسين الى حزب الدعوة والا كيف يعقل ان يكون فيلسوفا ومفكرا كبيرا وعظيما مثل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) الذي الف عشرات الكتب الكبيرة و القيمة والعملاقة في الفكر الاسلامي مازالت لحد الان نهرا من العطاء للفكر الاسلامي لم يؤلف ولاكتايا واحدا بل حتى كتيب صغير في التنظير الفكري والسياسي لحزب الدعوة ولا يعقل ان يكون فيلسوفا ومفكرا كبيرا مثل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) عاجز عن تاليف كتاب واحد في التنظير الفكري و السياسي لحزب الدعوة وهو الذي الف كتب كبيرة وعملاقة في الفكرالاسلامي مثل كتاب (فلسفتنا) (اقتصادنا) (مجتمعنا) (الاسس المنطقية للا ستقراء) وهناك العشرات من الكتب الكبيرة و العملاقة التي لامجال لذكرها الان فهل يعقل ان يكون مؤسس الحزب وصاحب هذا العطاء الفكري العظيم لايستطيع ان يكتب كتابا واحدا في التنظير الفكري لحزب الدعوة ؟!
ان الدليل الوحيد الذي يستدل به رجال حزب الدعوة على ان السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) هو مؤسس حزب الدعوة هي عبارة (اوصيكم بالدعوة خيرا فأنها امل الامة) وان هذا الدليل هو اوهن من بيت العنكبوت ولايستحق حتى النقاش .
ان السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) للحقيقة وللامانة العلمية وللتاريخ لم يؤسس حزب الدعوة ولم ينتمي اليه لاعن قريب و لاعن بعيد وانما انتمى بكل قوة وصدق الى فكر الامام الخميني العظيم(رضوان الله تعالى عليه) والى فكر جمهورية الامام المهدي العظيم (ارواحنا له الفدا) الا وهي الجمهورية الاسلامية العظمى المباركة والمؤيدة بروح القدس في ايران العظمى حيث قال بكل قوة و صراحة وصيته المشهورة الى مقلديه (ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الاسلام) والف و كتب الكثير من الكتب و المقالات في حق الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران وعندما استشهد السيد الشهيد محمد باقرالصدر(قدس) على يد قرود البعث وقردهم الكبير المقبور صدام (لعنة الله عليه) فانه استشهد على محراب الامام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) وعقيدة و مبادئ الجمهورية الاسلامية العظمى والمباركة في ايران .
وعندما اسس الامام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عام ١٩٨٢ وهو عبارة عن تحالف للاحزاب و الحركات الاسلامية في العراق فان كل هذه الحركات و الاحزاب انضوت تحت هذا العنوان ماعدا حزب الدعوة الذي انحرف عن خطه الجهادي و الثوري الاسلامي الذي عرف به واثر التوجه الفكري العلماني وسوف نبين بالادلة التالية صحة هذا الكلام و ما ذهبنا اليه .
١- انه اثر الذهاب الى لندن وخرج عن التحالف الاسلامي الجهادي و الثوري الذي اسسه الامام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) وهناك اسس حزب الدعوة في لندن ايدلوجية اسلامية جديدة تعرف اصطلاحا (الاسلام الامريكي) أي الاسلام على الطريقة الامريكية وهي التخلي نهائيا عن رفع شعار الاسلام وتطبيق افكاره واحكامه ونظامه وهو عكس ويتناقض تماما ما دعا اليه ونظر فيه السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) من ضرورة تطبيق مبادئ و احكام الاسلام في النظام السياسي الاسلامي وذلك من خلال اقواله و افكاره التي عبر عنها في التنظير الفكري في الكثير من كتبه.
٢- تخلي حزب الدعوة بعد ذهابه واستقراره في لندن عن خطه الثوري والجهادي في الكفاح و الجهاد لاسقاط النظام البعثي الكافر وانما اكتفى بالنضال السلبي والاعلامي فقط واننا لم نسمع عن أي عملية مسلحة ضد النظام البعثي الكافر.
٣- تحول حزب الدعوة من حزب ديني اسلامي الى حزب علماني ولكن يرفع شعار الاسلام اعلاميا فقط وذلك من باب ذر الرماد في العيون .
٤- ليس لحزب الدعوة الان أي مرجعية دينية يرتكز عليها فكريا و عقائديا وانما هناك مجلس شورى مكون مجموعة من الاشخاص العلمانيين البعيدين كل البعد عن الافكار والعقيدة الاسلامية متأثرين بافكار الغرب نتيجة لعيشهم في الدول الغربية .
٥- ابعاد الدعاة الحقيقين لحزب الدعوة عن الحزب والذين يصل تاريخهم في الجهاد و الكفاح ضد حزب البعث الكافر الى ثلاثون و اربعون عاما وتم المجيئ باشخاص انتموا الى حزب الدعوة عام ٢٠٠٣ ويصل عمرهم الى نصف العمر الجهادي لهؤلاء الدعاة الحقيقين واصبحوا هؤلاء المراهقين عمرا وسياسيا اعضاء في المكتب السياسي لحزب الدعوة .
٦- اقامت حزب الدعوة دورات ثقافية بين فترة و اخرى في المكتب المركزي لحزب الدعوة الكائن في منطقة المطار وتلقى في هذه الدورات الافكار الهدامة و العلمانية والبعيدة كل البعد عن جوهر و روح الاسلام امثال المحاضرات التي يلقيها الدكتور هادي حسن عليوي وهو اشهر من نار على علم في ترويج الافكار العفنة و القذرة لحزب البعث الكافر والقومية العربية القذرة التي هي امتداد للفكر العفن و المتخلف والبربري للجاهلية وكما معروف فأن الفكر الاسلامي يتناقض تناقضا تاما مع مفهوم القومية بدليل قوله تعالى(ان اكرمكم عند الله اتقاكم) ورفع وشرف واعز الاسلام سلمان الفارسي(المحمدي) عاليا في الذرى والمجد واذل واحتقر الاسلام قرود الجاهلية امثال ابو لهب وابو سفيان وابو جهل واصحاب السقيفة و معاوية ويزيد وبنوا امية وبنوا العباس (لعنة الله عليهم اجمعين) وبالمناسبة فان معظم الاحزاب و التيارات الاسلامية العراقية التي تاسست بعد عام٢٠٠٣ فانها متاثرة جدا بالافكار العفنة و المتخلفة للجاهلية التي تتخذ من القومية شعارا لها يعلوا فوق شعار الاممية والعالمية للدين الاسلامي العظيم .
٧- تناقض حزب الدعوة فكريا مع العقيدة الشيعية المقدسة وخصوصا في قضية مظلومية الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) والتي اثبتت جميع المصادر لكل المذاهب الاسلامية على اختلاف افكارها على صحة الادلة في مظلومية الزهراء (صلوات الله عليها ) بأستثناء الفكر الوهابي الصهيوني القذر .
٨- تشتت وتشضي حزب الدعوة الى عدة تنظيمات منها (تنظيم الخارج) وهو الجناح الحاكم و المسيطر في حزب الدعوة وجناح حزب الدعوة (تنظيم العراق) وكما يحلوا لبعض الدعاة ان يسميه حزب البعث/ تنظيم العراق / وهو ان معظم اعضائه هم من الانتهازيين والمتملقين من حزب البعث الكافر وفدائيوا صدام المقبور وكذلك تنظيم حزب الدعوة
(تنظيم الداخل) واما اعضائه فانهم مجموعة من البائسين المثيري في النفس الشفقة والتقزز والاشمئزاز وهو يضم كل نطيحة و متردية وقد يظهر في الافق القرييب لعباقرة حزب الدعوة وفلتة زمانهم تنظيمات جديدة مثل تنظيم الجوادر والكيارة وحي طارق (ولله في خلقه شؤون)
٩- قيام دعاة حزب الدعوة (تنظيم الخارج ) برمي مبادئ الاسلام والدعوة والجهاد الى مكتبة الزمن التي اكل عليها الزمان وشرب واخذ دعاة الحزب يتصارعون على كرسي الحكم و حب الدنيا ولذاتها التافه القذرة واخذوا يقلدون الغرب الصهيوني الصليبي في كل شيئ فمن حلق اللحى الى تلميع الوجوه المنعمة و المترفة و الى امتلاك البيوت الفخمة وركوب السيارات الحديثة وامتلاك العقارات واصبحوا من دعاة لله و الاسلام الى دعاة للشيطان والدنيا الزائلة القذرة.
١٠- فقدان حزب الدعوة لاي قاعدة شعبية داخل العراق و خارجه بينما كان في السبعينات و الثمانينات يشكل القاعدة الرئيسة للشعب العراقي واختزال الحزب في شخص و احد الا و هو السيد المالكي فنجاح المالكي يعني نجاح لحزب الدعوة وفشل وسقوط المالكي يعني نهاية و سقوط لحزب الدعوة والى الابد .
اما عن سر فوز قائمة السيد المالكي فليس لانه من حزب الدعوة وانما تفسر هذه الظاهرة على ضوء علم النفس الحديث في ترسخ صورة السيد المالكي في العقل الباطن (اللا شعور) للفرد العراقي من خلال شخصية السيد المالكي الجذابة والمحبوبة وفيها نوع من (الكارزمية) ووجد فيها المواطن العراقي صدى واماني الرغبات المكبوتة نتيجة لسنوات طويلة من الحرمان و الكبت .
١١-عدم وجود التنظير السياسي لحزب الدعوة فكما هو معروف في تاريخ جميع الاحزاب السياسية في العالم من وجود شخص منظر سياسي للحزب .
١٢-النظرة الاستعلائية والفوقية التي ينظر بها دعاة الخارج الى دعاة الداخل حيث يقسم دعاة الخارج التنظيم الحزبي الى دعاة رقم واحد ودعاة رقم اثنان و دعاة رقم ثلاثة الخ...... حتى وصل الاستهزاء والاحتقار لدعاة الداخل عندما قال احد قيادي دعاة الخارج وهو معروف في حقهم انهم (دعاة الداخل) مجرد وكلاء امن الى صدام ولانعلم كيف يقيم من عاش على فضلات و صدقات امريكا و بريطانيا من الهب الجلاد ظهره بالسياط وهو صامد بكل شمخ و اباء.
واخيرا لم يبقى من حزب الدعوة غير الاطلال ونشيد (باقر الصدر منا سلام) وباقر الصدر منهم براء وعلى حزب الدعوة السلام.
قال تعالى(اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) صدق الله العلي العظيم . ...... والعاقبة للمتقين
الداعية /اياد حمزة الزاملي