هناك طبخة سياسية تعد بشكل جيد ومدروس من اجل تحضيرها ودفعها الى الواقع السياسي عندما تنضج وتكون جاهزة . انه الغزل السياسي الدائر بين عناصر ورموز البعث والسيد المالكي وحزب الدعوة والذي وصل الى مراحله الاخيرة ’ بعدما مر بسلسلة من المراحل والانعطافات , من اجل عودتهم مجددا الى الواجهة السياسية , من خلال ما يسمى المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي , بعودتهم الى العراق ومشاركتهم في العملية السياسية مع حزب الدعوة بشكل تحالف او تنسيق او تعاون اومتضامنين من اجل تجديد ولاية السيد المالكي للمرة الثالثة , لقد سارت المفاوضات بوتيرة مسرعة في تحقيق اغلب شروط ومطالبات البعث , منها اطلاق سراح رموزهم من السجون وعودة العسكريين الى المؤسسة العسكرية واستلامهم مواقع حيوية وحساسة , ثم المطالبة بالافراج واطلاق سراح المتهمين بارتكاب جرائم قتل والارهاب ضد المواطنين الابرياء وبعضهم محكومين باحكام ثقيلة بما يخص المادة الرابعة التي تخص جرائم القتل والارهاب , وان اطلاق سراح هؤلاء يدرس بعناية واهتمام , هذا صرح به مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية عن ( تشكيل غرفة عمليات - الامن والمصالحة - بهدف تبني تسوية قضايا المطلوبين للقضاء بتهمة الارهاب ممن انضموا الى المصالحة الوطنية ) ان الركض وراء لهاث عودة البعث والتوسل به من اجل الانخراط في العملية السياسية والاستعجال بمشاركتهم كما كشف عنه مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة عن ( مباحثات مع هيئة العلماء المسلمين وكتائب ثورة العشرين لانضمامهم الى مشروع المصالحة ) مؤكدا( بانهم سيعلنون قريبا انتمائهم لمشروع المصالحة وعودتهم الى العراق ) بهذا المنحدر الخطير يرتكب السيد المالكي وحزبه خطأ ستراتيجي مدمر وسيدفع الشعب ثمنا باهظا , اذا لم تتسارع الاطراف السياسية المتنفذة بكتلها البرلمانية الى افشاله وتجنب الانزلاقات وانحدارات خطيرة , لان هذا المخطط يشكل انقلاب تاما على التغيير الذي حصل بعد سقوط النظام المقبور وانحراف كليا عن العملية السياسية , ويشكل خرق كبير لتوافق السياسي , وان السيد المالكي سيواصل الشوط المصالحة مع البعثيين اذا لم يكن هناك رادع قوي من الكتل النيابية لايقاف هذا النزيف المؤلم والمضر للنظام السياسي وللعملية السياسية وسيلحق افدح الاضرار المدمرة للاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية ,ويعد جريمة بحق الدماء التي سالت بفعل التفجيرات بالسيارات المفخفخة او بالعبوات الناسفة , والتدمير الكبير للبنية التحتية للبلاد , وسيتدهور الوضع الامني اكثر تدهورا باطلاق سراح الارهابين والمجرمين الذين اقترفوا جرائم قتل ضد الابرياء , وان المصالحة الوطنية لن تنظف ايديهم المتلوثة بدماء الشهداء الابرياء , واذا تحقق المرام فانه يعتبر انعدام الشعور بالمسؤولية وفقدان الحرص على مصالح الشعب والوطن . من اجل مصالح ضيقة تصب في استمرار بالحفاظ على عرش السلطة . ان السيد المالكي وقع في وهم كبير في ظل عودة البعث سيكون آمن في موقعه في اعلى هرم في الدولة ولم يتعرض الى غدر البعث , ويتناسى ويتجاهل تاريخ البعث المشبع بالغدر والخيانة والقتل والاغتيال والتنكيل بمن تحلف وتعاون ونسق معه , وكيف صعد على اكتافهم واستلم الحكم في عام ٦٣ وعام ٦٨ . ان مدرسة البعث وثقافته مبنية على الغدر والعدوان ولاتعرف الاخلاق السياسية ولايؤمن بالرأي المعارض ولا بالتحالفات مهما كان شكلها . وان يدرك السيد المالكي وحزبه بان مصيرهم سيكون على كف عفريت , و لايمكن ان يصل على اكتافهم الى الولاية الثالثة مهما كانت الاحوال , وانه دخل في نفق خطير سيجلب الدمار والخراب لشعب والوطن . واذا كان البعث خلال حكمه ينصب اعواد المشانق في السر والكتمان في السجون والمعتقلات , فانه هذه المرة اذا استلم الحكم سينصبها بشكل علني في المدن والساحات وان اول من يصعد المشانق هو السيد المالكي وحزبه , واذا كان في بالهم مخرج اخر او في نيتهم السياسية ترك العراق بعدما لغفوا وسلبوا واختلسوا المليارات الدولارات والهروب خارج العراق للعيش بسعادة وجنة ورخاء , فما مصير الشعب يترك تحت رحمة البعث؟ وما مصير الاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية سيكونون كبش فداء وضحية جاهزة للذبح , وهذا مايفسر بافتعال الازمات الخطيرة وتاجيج الاحتقان الى ابعد مدى , وخلق بلبلة سياسية بفوضى عارمة , لفرش البساط الاحمر لاستقبال قطار البعث القادم . وليحرق العراق وشعبه
جمعة عبدالله