اغلب العراقيين توجهوا بالدعاء من اجل شفاء الرئيس طالباني ، لكن وعكة العم هذه المرة خطيرة ويقول اطباء الكواليس انه ان بقي حيا فقد يعجز عن شغل مركزه ، انه الشيخ المحبوب الحكيم المعتدل الذي ينثر الابتسامات في كل مكان مر فيه ، رئاسة الجمهورية في العراق هي سلطة من السلطات وليست السلطة الوحيدة ، هيبة السلطات دمرتها المحاصصة ، لذا يقال بسهولة ان رئاسة الجمهورية شأن كردي ، وهكذا نجد الكرد وحدهم (مخبوصين) بخلافة الرئيس ، وداخل التحالف الكردستاني يضيق موضوع الرئاسة ليصبح شأنا يخص حزب الاتحاد الوطني دون الديمقراطي او التغيير ، وتضيق حكاية رئاسة العراق أكثر لتتحول داخل حزب الاتحاد الوطني الى اربيلي وسليماني ! الأمر يدور بين ارملة الرئيس هيرو بنت الشاعر والأديب الكردي ابراهيم أحمد ، شاهدناها ذات يوم وقد طردت من السليمانية التي احتلها جيش مسعود بارزاني سنة ١٩٩٦ مع مام جلال يحيط بهما حشد من مقاتليهم من السليمانية كانت تغسل الصحون على حافة واد على الحدود الايرانية ، قالت للمراسل سنقاتل ونعود ... لكن تنصيبها الآن يؤدي الى اتهام حزبها بالوراثة الأسرية ، وحزبها يصف حزب مسعود بأنه عائلي ، والثاني كوسرت رسول الشخصية الحزبية المعروفة وهو من مشاهير السجناء الكرد في عهد صدام وقد فقد ثلاثة من ابناءه في مسيرة المقاومة وهو مقرب من اوساط البيشمركه ونائب رئيس الاقليم ، أما د. برهم صالح فهو القريب من الشيعة الذي قضى ايام طفولته في الديوانية ، وايام عمله ودراسته العليا في اميركا ويثير هواجس ايران ، ويعد من المع الساسة الكرد ، مؤيدو كوسرت يقولون انه اربيلي (هوليري) وان الاربيليين مضلومون في قيادة الحزب لهيمنة السليمانيين على المواقع القيادية ، في النهاية لابد من اتفاق كردي لحسم خلافة الرئيس ، ومن غير المتوقع ان يقترب الديمقراطي الكردستاني او جبهة التغيير (نوشروان مصطفى) من هذا الملف ، لوجود تفاهم بين الاطراف ولو أجريت انتخابات رئاسة العراق بين الكرد لفاز نوشيروان لانه رفيق مسيرة طالباني وغريمه ومثيله وهو عم آخر من رجال الجبال القدامى ، الرئيس في العراق هو رمز الوحدة ، وحامي الدستور ، سلطة ابوية حقة ، شغلها طالباني بجدارة عدا انتقاد اغلب العراقيين له بسبب تخاذله عن توقيع احكام الاعدام بحق المجرمين ، ان نقطة الضعف أو القوة التأريخية التي يعانيها الكرد وهو اشتراكهم مذهبيا مع عشرين بالمئة من عرب العراق اصحاب السلطة ، وتحالفهم نضاليا مع الأكثرية المضطهدة ، فأن اعجبهم الوضع مع الشيعة اداروا ظهورهم للسنة (مذهب صدام) وان غضبوا من الشيعة لجأوا الى حاضنتهم المذهبية مع التلويح بالاربعين بالمئة السنية مقابل الشيعة وهذه النسب يهدد بها الجميع بلا احصائيات ، ربما الجميع لا يؤيد الاحصاء السكاني في العراق خوفا من مفاجأة غير سارة في النسب السكانية ، مام جلال لعب على هذا الحبل بنجاح وقد كلف من يلعب نيابة عنه احيانا تجنبا للاحراج ، انه رجل لا يعوض .