الحمد لله على انني من عباد الله البسطاء والفقراء ولست من السلاطين والقادة والزعماء، والحمد لله انني تركت العمل الحزبي التنظيمي قبل ان اتلوث كما تلوث كثيرين ممن اعرفهم وممن لااعرفهم من الذي جاهدوا وناضلوا وصلوا وصاموا وحجوا، والحمد لله انني مازالت احتفظ بعلاقات وروابط مع بعض رفاق الجهاد في الماضي ممن مازالوا يمارسون العمل السياسي في حزب الدعوة الاسلامية، ذلك الحزب الذي كان في يوم من الايام عريقا ومبدئيا ونموذجيا او يشغلون وظائف حكومية في مراكز مهمة مثل رئاسة الوزراء ومكتب السيد رئيس الوزراء نوري المالكي(الحاج المجاهد ابو اسراء) حيث انهم ينقلون لي في بعض الاحيان غيضا من فيض الماسي والكوارث التي تتلاحق على العراقيين بلا انقطاع بفضل السياسات الحكيمة لمسؤولينا وقادتنا.
كم من الناس يعرفون انه بعد كل ذلك التصعيد والتهديد والوعيد المتبادل بين الحاج ابو اسراء ووزير المالية رافع العيساوي، وبين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، وبعد قطع الطرق واعلان العصيان المدني، اصبحت العلاقة بين المالكي والعيساوي اقوى مما كانت عليه في السابق. وكان اتصال هاتفي بينهما كافيا لحل الازمة في الوقت الذي كادت الدماء ان تسيل، وربما سالت فعلا بسبب الازمة بين الرجلين، العتاب الودي والاخوي عبر الهاتف انهى كل شيء ، واذا لم يكن قد انهاه فأنه جعل كل واحد منهما يتفهم ويقدر افعال وردود افعال الاخر، صديق لي يعمل موظفا في امانة مجلس الوزراء ولديه القدرة على شمشمة الاخبار نقل لي بأن الحاج ابو اسراء يعتبر نفسه خرج منتصرا ومن حوله يقولون له ويرددون (هذا ما كان يجب فعله ياحاج بحق هؤلاء، وهم لايختلفون عن الاكراد ، وكلهم يحتاجون الى تأديب)!!!
عجيب والله عجيب .. الى اين توصلنا هذه الاساليب في ادارة الدولة .. التي غرق نصف ابنائها بسبب امطار هذا اليوم وسوف يغرق النصف الاخر اذا بقيت الامطار تهطل حتى الغد!!!