لااريد ان اربط بين الزيارة الاربعينية وسير الزائرين مشيا على الاقدام قاصدين قبر الامام الحسين عليه السلام باعداد مليونية تجاوزت كل رقم وعنوان مشكلين تظاهرة عالمية فريدة يعجز اللسان عن وصفها ويقف العقل امامها متحيرا والانظار شاخصة وبين مايحدث من تظاهرات في الانبار وسامراء والموصل لا من حيث التظاهر بل من حيث التصرفات والشعارات والتوجهات والنوايا لان المقارنة غير منطقية ولا منصفة وغير عادلة ولا متكافئة من جميع الاطراف ومختلف الاتجاهات لكنني اريد ان انصف زوار الاربعين مليونية الاباء من بعض المشككين والمزايدين ولانها ظلمت في اقحامها وزجها في خزعبلات ولعب اللا عبين والمتطفلين والفارغين ممن لايملك أي رصيد سوى البحث والتفتيش والانتقاص والالتفاف على الثوابت والتعكز على الطائفية فشتموا وسبوا وشوشوا على الملايين وعلى زيارة الاربعين لكنها مضت وتجاهلت واستمرت في جو ايماني وتلاحم اسطوري ونموذج لااريد ان ابالغ ان قلت فريد ولا يوجد له مثيل في العالم وهو كذلك وان كان هذا الوصف قليل بحق الزيارة الاربعينية وملايينها السبعة عشر ٠لااريد ان اوصف بمن يضطهد الحقوق ويمنع المتظاهرين ويستكثر الحقوق على اهلها وانني اعيدها واكررها دائما انني لن اسمح لنفسي ان ادين التظاهر اوان اسمح لنفسي ان اتهجم على احد ولن اسمح لنفسي ان انتقص من احد ولن اسمح لها بان تقلل من شان احد لكن المقاييس منقلبة والعناوين متداخلة والمفاهيم معكوسة ففي وقت تتوجه فيه الملايين الى احياء الحرية بزيارة سيد الاحرار الامام الحسين عليه السلام تتظاهر الجموع لشتمهم او هكذا ظهر( بوصفهم خنازير )وفي الوقت الذي ترفع الملايين راية الحرية وراية الاباء وراية السلام تمزق راياتهم وتداس بالاحذية او هكذا أظهرت عدسات الكاميرات وشاشات الفضائيات وجموع المتظاهرين( تمزق راية المعزين الحسينية )في الوقت الذي تدين ملايين الزائرين انتهاك حقوق المرأة وتستقبح العنف ضدها وباستنكار وبتجريم ما حدث في سبي نساء الرسالة وتعريض حرم ال البيت عليهم السلام للسبي تتفاخر الجموع بأنتهاك الاعراض والتهجير والتقتيل او هكذا اوحى من اظهر واعلن خطاب المسخ والمجرم عزة الدوري (واي عنوان يعنيه غير النذالة والاجرام ) ٠مع كل الاستفزاز الذي لاقته مسيرة الاربعين وبكل التهجم والتسقيط والتمزيق والانتقاص الا انها بقت الهية بقت محمدية بقت حسينية وتحولت الى مليونية سنوية تلتقي فيها كل النفوس الابية والانسانية والارواح الزكية باتت مدرسة تصقل فيها النفوس وتدرس الاخلاق وتحيا فيها القيم والمباديء والنبل٠ في هذا العام كما في الاعوام السابقة جاءت الملايين تهدر تزحف بملايينها المعتادة لكنها في زيادة لكنها شهدت مليونية من خارج العراق حيث وصلت جموع الزائرين الى ما يقارب المليون اجنبي في هذا العام كانت الهجمة على الزيارة والملايين اقوى اريد لها ان تخرج عن خطها لكنها تسيرعلى السراط المستقيم اريد لها ان تتوجه وتتعامل بردة الفعل لكنها كانت الفعل الاول والتاثير الاقوى اريد لها ان تكون صدى لابواق الفتنة لكنها كانت صوت الحقيقة حاولوا ان تجر لخنادق ضيقة لكنها الافق الاوسع والارحب و الاعلى ظنوا انها من الممكن ان تسيس تؤدلج تمذهب لكنها كانت الهية مطلقة الاخلاص لله الواحد القهار ولا ال البيت علهم السلام ٠ الفرق واضح والتوجه اوضح فهل يعقل ان يقارن بين ملايين قدوتهم ومنهجهم قائد اسمه الحسين عليه السلام وبين حثالة من المرتزقة والقتلة كيف لا وقدوتهم عزة الدوري واعيد اقصد كل من لمز وهمز الاربعينية وملايينها وكل من حاول او ظن او توهم او اراد بصورة مباشرة او غير مباشرة بان تزج في جزئيات وتوافه المتظاهرين والذين لحد الان لم يقولوا شيئا غير التطبيل للبعث واناشيد البعث ولم يفعلوا الا التمجيد برموز الطائفية والحث على الطائفية واعادة سيل الدماء لم يقولوا كلمة انصاف ولا يتوقع منهم ذلك لانهم لم يتحركوا لوجه الله او في سبيل الوطن وانما حركوا ووجهوا ولو ان الحكومة او أي شخص طرح أي حل فلن يقبلوا به لانهم قالوها (شك الشكيناه مايتخيط )فهل بعد هذا الحديث او الاعلان نية طيبة او بارقة امل الا ان يرضخوا لصوت العقل والانصاف والا رسالة القوم واضحة ونواياهم مكشوفة فماذا ينتظر منهم واول خطابهم الشتم والقذف والتسقيط والتهديد ٠لكنني اعود واقول لمن بقي في رأسه ذرة عقل وشيء من الانصاف وقليل من الحكمة لينظر الى الزيارة الاربعينية وليستفد منها ليتعلم منها لياخذ عبرة منها كم حوربت كم سقطت كم ظلمت كم وكم وكم وكم لكنها بقت وتجذرت وهاهي عنوان ثابت فلماذا لاتأخذوا منها لماذا لا تحاكوها لماذا لاتتفاعلوا معها لماذا لا تستفيدوا منها فكروا لماذا وصلتم الى هذه الحال لماذا بقيتم في هذه الخانة انطلقوا نحو الانسانية نحو الصدق نحو الكمال نحو المصداقية نحو الخلود سيروا نحوالحرية المطلقة نحو الحسين عليه السلام فلن تتعبوا فلن تضلوا فلن تتوهموا فلن تتراجعوا وان كنتم مظلومين وان كنتم مغدورين وان كنتم مهمشين بهذا الفهم تبعنا الحسين بهذا الفهم احيينا الاربعينية بهذا الوعي بتنا سبعة عشر مليون بهذا الفهم حوربنا وسقطنا وشتمنا وانتقص منا وظلمنا وقتلنا وهجرنا وذبحنا على طول الخط لكنا لن نموت ولن نمحى والعاقبة للمتقين ٠